دفع الغلاء الفاحش الذي مسّ مختلف السلع الاستهلاكية من خضر وفواكه ومختلف أنواع اللحوم في أسواق ولاية الطارف، بعديد العائلات إلى التفكير في مجابهة هذا الغلاء وجشع بعض التجار خلال شهر الرحمة والتفكير في الرجوع إلى عادة الأجداد من خلال إعادة بعث عادة "التويزة" وتجسيدها للتضامن سواء فيما بين العائلات أو الجيران وذلك من خلال الاشتراك بمبلغ مالي لشراء عجل أو بقرة، أو حتى كباش وذبحها يوما قبل حلول شهر رمضان وتقسيمها بالتساوي كما تجد أحدهم يستغني عن "البوزلوف" و"الكوارع" للآخر، وهي عادات ليس الغرض منها اقتصاديا فقط بل وفرصة لتوطيد أواصر المحبة وترسيخ قيم أخلاقية لطالما عاشها أجدادنا وورثتها بعض العائلات ولازالت تحافظ عليها في زمن طغت عليه الماديات. وحسب عمي علي البالغ من العمر 72 سنة، وهو أحد شيوخ وأعيان المنطقة، فإن "التويزة" في مختلف المناسبات تتعدى التضامن فيما بين العائلات الواحدة إلى تذكر الجار أو المسكين والفقير ومنحه كمية مما تم ذبحه وتقسيمه ابتغاء وجه الله ورحمته في شهر الرحمة.