كشف البروفيسور بوزيد عبد المالك رئيس مصلحة جراحة القلب بمستشفى قسنطينة ورئيس المجلس العلمي للملتقى الدولي حول "قلب الطفل" عن تسجيل الجزائر مابين 3 آلاف إلى 8 آلاف حالة تشوّه قلبي لدى الأطفال حديثي الولادة. وأضاف المتحدث أن 3 آلاف حالة منها تنتظر التكفل الاستعجالي في ظل النقص الفادح في الأخصائيين والكفاءات الطبية. واستند المتحدث في تصريحاته إلى معطيات المنظمة العالمية للصحة التي تشير إلى وجود بين 3 و8 حالات تشوه قلبي في كل 1000 ولادة، على اعتبار أن الجزائر تسجل سنويا ما يناهز مليون ولادة جديدة. وركز بوزيد عبد المالك في حديثه خلال الطبعة الثانية للملتقى العالمي المنظم بنزل الأوراسي يوم الجمعة من قبل مؤسسة "ابني" حول موضوع "قلب الطفل" على أهمية تشخيص التشوهات الخلقية خلال فترة الحمل وقبل الولادة لتحسين التكفل بالمصابين بها وتحضير الآباء لكيفية التعامل مع الأمر، لاسيما وأن كثيرا منها يحتاج التدخل خلال الساعات الأولى بعد الولادة أو الأيام الأولى التي تعقبها وذلك لأجل تفادي الوفيات غير المقبولة التي تحصيها مصالح الولادة عبر الوطن. وانتقد المختص امتصاص الخبرات الجزائرية الدقيقة في هذا المجال من قبل الدول الغربية المتطورة التي استغلت غياب المحيط العام لممارسة المهنة، فالجزائر التي تكون أبناؤها في الداخل والخارج لا تنتفع منهم لأنهم يغادرونها إلى دول أخرى توفر لهم الجو العام لممارسة معارفهم وخبراتهم وقال "ببساطة الجزائر لا تستطيع الحفاظ على كفاءاتها". وأوضح رئيس المجلس العلمي للملتقى أنّ بلادنا لا تضمن التكوين المستر للأطباء في هذا التخصص الدقيق ولا تتوفر لهم الوسائل والتجهيزات اللازمة وهو ما جعل الهياكل المخصصة لعلاج المرض ضئيلة جدا. من جهته، كشف إلياس كرار ممثل مؤسسة "ابني" المنشأة منذ عام ونصف عن مشروع جديد قيد التحضير يتعلق بانجاز مركز لجراحة القلب لدى الأطفال في بالتعاون مع مستشفى "تيدا" الصيني ومستشفى "جوان دي ديو" ببرشلونة في اسبانيا، وبذلك تساهم المؤسسة في علاج الأطفال الجزائريين في بلادهم. أمّا مرّاد بودية مديرة النشاط الصحي والاجتماعي للصندوق الوطني للعمال الأجراء "كناص" فأكدت أن التشوه القلبي مرض متكفل به من قبل الضمان الاجتماعي مستدلة بعديد الحالات التي تكفلت بها عيادة بوسماعيل للجراحة القلبية لدى الأطفال خلال العام 2017 والتي بلغت 16984 حالة بالإضافة إلى 16091 فحص طبي وكذا 307 جراحة قلبية و586 قسطرة. وقصد التكفل الجيد بالمرضى وتلبية الطلب في المجال تعاقد الصندوق مع 23 عيادة خاصة كما حوّل 33 طفلا للعلاج بالخارج لصعوبة التدخل الجراحي، بالإضافة إلى تعاقد الصندوق مع مستشفى فرنسي لقيامه بعمليات جراحية في الجزائر ومنه تكوين الخبرات الجزائرية.
