أكدت الجزائر وروسيا على ضرورة احترام السيادة السورية ووحدتها واستقلالها، والعمل سويا على محاربة "بقايا الجماعات الإرهابية"، مع إيلاء الاهتمام للمسائل الإنسانية وعلى رأسها عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم. قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه استعرض مع الجانب الجزائري القضايا على الساحة الإقليمية والدولية، وذكر المتحدث في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره عبد القادر مساهل، أمس، بمقر وزارة الخارجية، في حي العناصر بالعاصمة "تبادلنا الآراء حول العديد من القضايا الإقليمية، ونحن معنيان بالالتزام بالقانون الدولي للتغلب على جميع المشاكل سلميا ودبلوماسيا، والترويج لسياساتنا على أساس التكافؤ واحترام الدول الأخرى." وأخذ الملف السوري حيزا وافرا من حديث الرجلين، إذا قال لافروف "تحدثنا عن القضايا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والساحل، والحديث كذلك عن القضية السورية، ونحن متفقون على تسوية الملف على أساس القرار الأممي 22/54، واحترام الإرادة السورية ووحدة البلاد واستقلالها"، ونبه إلى مسألة محاربة الإرهاب، وذكر مسؤول الدبلوماسي الروسية التي دفعت بلاده بعسكرييها للقتال هنالك، وجنبت سقوط نظام الأسد "الأمر المهم أنه يجب مكافحة الإرهاب، يجب محاربة فلول الإرهاب المتبقية والاهتمام بالأمور الإنسانية وإعادة اللاجئين إلى ديارهم وحلحلة الانتقال السياسي"، وهنا توجه بالإشادة إلى من أسماهم الأصدقاء وتحدث عن تركيا وإيران، وشركاء آخرين في الأممالمتحدة. وحرص لافروف على تثمين الدور الجزائري في ليبيا ومالي، والقضايا الأخرى، قائلا "تطرقنا إلى عدد من المشاكل كاليمن ولنا موقف مشترك، والأزمات الطويلة كالقضية الفلسطينية والصحراء الغربية والساحل". وذكر لافروف في أكثر من موضوع، ضرورة الالتزام بالقانون الدولي كآلية ناجعة لحل الأزمات التي يعرفها العالم. واستغل لافروف الفرصة، لإدانة التدخل الأمريكي في فنزويلا، ساعات فقط بعد اعتراف واشنطن برئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد، وقال ردا على سؤال في هذا الخصوص "هنالك خروقات وتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وكانت هنالك محاولات للإطاحة بالرئيس مادورو"، وأضاف "ما تقوم به أمريكا باعترافها بالرئيس المزعوم، وحصول ذلك من دول أخرى، هذا دليل على أن هذه البلدان متورطة معها، وهذا أمر مؤسف .نعيب على الإدارة الأمريكية، التي تشتكي من وجود تدخلات أجنبية في مسائلها الداخلية، وفي نفس الوقت تقوم بالتدخل في شؤون الدول الأخرى"، وعلق على هذا الحال بالقول "ما يحصل أمر مستغرب جدا". واكتفى مساهل في الندوة الصحفية، بالتأكيد أن الطرفين، قد ناقشا الأزمات الحاصلة في عدد من مناطق العالم، كسوريا وفلسطين، وليبا ومالي والصحراء الغربية"، وضرورة التقيد باحترام سيادة الدول، واحترام حرية الشعوب ومواثيق الأممالمتحدة". في العلاقات الثنائية بين البلدين، كشف لافروف عن عزم شركات بلاده دخول السوق الوطنية، خاصة في مجال النقط والطاقة، وتيسير إجراءات منح التأشيرات للجزائريين، وأشار إلى عقد قمة بين البلدين بعد الانتخابات الرئاسية التي تجرى في 18 أفريل الداخل.