يعود الروائي الصحفي رياض وطار إلى مخلفات العشرية السوداء، حيث يسلط الضوء في عمله الأدبي الجديد "حريم الفرطاس" الذي سيصدر خلال الأيام المقبلة عن منشورات "دار المثقف" على فئة النساء المغتصبات. وقال رياض وطار في حديث إلى "الشروق" إنّ روايته الجديدة "حريم الفرطاس" تعدّ عمله الثاني، وفيه يلتفت إلى فئة النساء المغتصبات من قبل الإرهاب خلال العشرية الحمراء التي عانى منها الجزائريون. ووفق الكاتب، فإنّ "النساء المغتصبات وقتها وجدن أنفسهن يواجهن واقعا مرا بعدما نزلن من معاقل الإرهاب في الجبال". وأشار العضو السابق في الجمعية الوطنية "الجاحظية" إلى أنّ الرواية تقوم على قصة حب تجمع صدفة ابن إمام بمومس كانت ضحية اغتصاب من طرف إرهاب جماعي. وقال عن القصة: "ينقذ زبير الطالب الجامعي الشابة "كريستينا" من الغرق بأحد الشواطئ، ويحاول التقرب منها لكنها تصده بحجة أنها مخطوبة، وفي ذات اليوم يكتشف أنها بائعة هوى فيصطدمان في ملهى ليلي، لتخبره أنها ضحية "إرهاب" تنكرت لها عائلتها والمجتمع بعد تحريرها من قبل قوات الجيش". وأضاف: "تدور الرواية في الفترة التي أعقبت قانون "المصالحة الوطنية"، حيث يحاول "زبير" ابن "إمام المسجد" الذي كان منخرطا في الحزب المحظور تخليص الشابة مما هي فيه ليجد نفسه متعلقا عاطفيا ب"حورية"، الاسم الحقيقي ل"كريستينا". الأخيرة، أنسته عشقه لحبيبته وزميلته في الدراسة "سمية"، التي تركته سابقا وتزوجت غصبا عنها من شخص تطلقت منه لاحقا في الغربة. وتابع قائلا: "وفي سرد الأحداث التي بطلها هذا الشاب الذي كان حافظا للقرآن وجرّته رفقة السوء إلى الخمر والسهر في الملاهي الليلية، تأتي حادثة خروج ابن خالته من المعتقل ثم موته غرقا لاحقا في أحد قوارب الموت وهو يبحث عن حياة أفضل، ومع الوقت تنتقل "حورية" للعيش مع جارهم الشيخ "عمي علي" بعد خروجها من الغيبوبة إثر إصابتها في حادث سير. ولكن تتوالى الأسرار المحيطة بحياة هذه الشابة التي أسرت قلب البطل". ويلفت المتحدث إلى أنّ سرا آخر يتجلى حول "ابنها" الذي ولد في "الجبل"، حيث تسعى رفقة عمي علي جاهدة لدمجه في حياة جديدة لكنها تفشل بعد أن يقدم هذا البرعم على الانتحار. وتلحق به والدته التي تنتحر خلف أسوار المشفى، وطمعا في سؤال أهلها عنها ينشر نعي لها مع صورتها في جريدة وطنية رفقة رقم هاتفه، فيتصل به أحدهم على أنه شقيقها، ليتبين بعدها أنه إرهابي ويتم اختطاف "زبير" خوفا من أن تكون لديه أسرار حولهم. ويشير إلى أنّ الجماعة الإرهابية تتصل بعد مرور شهر بأهل "زبير" أملا في دفع فدية، لكن لعجز العائلة، تهدد الجماعة عائلته بتصفيتها ويُجنَّد لوضع قنبلة في مبنى الحكومة. ويشار إلى أنّ وطار له مخطوط ثالث تحت عنوان "خفافيش الظلام".