أخذت ظاهرة تأجيل عدد معتبر من المباريات في الرابطة الوطنية المحترفة الأولى والثانية أبعادا متعددة، خاصة في ظل تحذيرات عديد الأطراف وإبداء تخوفها من الانعكاسات السلبية لمثل هذه القرارات على بقية مجريات البطولة، بدليل ما حدث من سيناريوهات مماثلة في مواسم سابقة، أثر بشكل مباشر على الأندية التي تلعب الأدوار الأولى أو تسعى إلى تفادي شبح السقوط. عرفت الأيام الأخيرة انتشارا واضحا لظاهرة تأجيل المباريات بطرق مختلفة، وفي الوقت الذي وصف البعض تأجيل عدد من المواجهات بالمبرر، بحكم أن هناك أندية تمثل الجزائر في المنافسات القارية، إلا أن هناك بعض المواجهات قد تم تأجيلها بطريقة تثير الكثير من التساؤلات، وهو الأمر الذي جعل العددي من المدربين ورؤساء الأندية يعبرون عن استيائهم من مثل هذه القرارات التي قد تكون لها انعكاسات سلبية على بقية مشوار البطولة، خاصة في ظل انتشار ظاهرة الكولسة وترتيب المباريات، ما يجعل أندية في موقع جيد للعب على الصعود أو اللقب تضيع مكاسب مهمة في هذا الجانب، مثلما قد تكون أندية في موقع مريح وإذا بها تجد نفسها في منطقة الخطر التي تهددها بالسقوط، وهذا بسبب الممارسات الخفية والمكشوفة التي تتم في سياق الممارسات الحاصلة موازاة نع تأجيل عدد معتبر من المباريات الذي يفتح المجال لظاهرة الكولسة وأمور أخرى تصب في صالح أندية مثلما ينعكس بشكل مباشر على مكانة ومصالح فرق أخرى. أندية دون منافسة لعدة أسابيع بسبب حمى التأجيلات تشتكي العديد من الأندية من القرارات التي اتخذتها الرابطة الوطنية، بخصوص تأجيل عدد ممن المباريات الهامة والحاسمة، ما جعل بعض الأندية تخرج عن صمتها وتؤكد بان مثل هذه القرارات لا تخدمها، خصوصا وأن بعض الفرق توجد في راحة إجبارية ودون منافسة لعدة أسابيع، من ذلك جمعية عين مليلة التي تواصل الركون إلى الراحة الإجبارية، موازاة مع تأجيل مباراتها أمام نصر حسين داي، وهو الأمر الذي أرغم المدرب الجدي عز الدين آيت جودي يبرمج تربصا في عين مليلة وآخر تكميلي في سطيف ينطلق هذا الأسبوع، حيث لم يخف آيت جودي قلقه من هذا الجانب، خصوصا وأن فريقه سيحرم من المنافسة لمدة شهر كامل، وقد أنهى الأسبوعين الأولين في انتظار مباراة أهلي البرج منتصف شهر مارس. حمى التأجيلات خلفت قلق أندية أخرى، في صورة دفاع تاجنانت وشباب بلوزداد الذي تم تأجيل مباراتهما الحاسمة، والتي تصنف في خانة نهائي البقاء، حيث أن المباراة المذكورة لم تلعب في حينها بسبب تساقط الثلوج، ليتم تأجيلها مؤخرا، بحجة أن ذلك يتزامن مع توزيع السكن الاجتماعي في ميلة، وهو الأمر الذي جعل الجهات المعنية تقترح على الرابطة الوطنية خيار التأجيل، وهو المر الذي يزيد من حمى الترقب والانتظار وازدياد لغة الحسابات، والكلام ينطبق على مباريات عديدة تم تأجيلها إما بصفة اضطرارية، خاصة ما يتعلق بالأندية التي تمثلنا قاريا، في صورة شباب قسنطينة ونصر حسين داي أو مباريات أخرى لم تلعب في حينها بطريقة تثير الكثير من التساؤلات. حتى الرابطة الثانية لم تسلم ونجم مقرة ينتقد تأجيل مباراة بجاية ولم تقتصر قرارات التأجيل على أندية الرابطة المحترفة الأولى، بل تعدت إلى بعض مباريات الرابطة المحترفة الثانية، حيث انتقد مدرب نجم مقرة قرار تأجيل المباراة المقبلة لفريقه أمام شبيبة بجاية، معتبرا بأن ذلك لا يخدم فريقه، ويحرمه من مواصلة المنافسة بنفس الوتيرة، خاصة في ظل النتائج الايجابية المحققة التي جعلته يتولى مقاليد الريادة منذ عدة جولات، داعيا الجهات المعنية إلى مراجعة حساباتها، لتفادي التأثير السير العام للمنافسة. ويبدو أمن تصريحات عززي عباس لها ما يؤيدها، خصوصا وأن سيناريوهات مماثلة عرفته البطولة خلال المواسم الأخيرة، ما تسبب في خلط الحسابات، بدليل أن أندية نجت حينها من السقوط في آخر لحظة بسبب الاستثمار في ورقة التأجيلات والممارسات المشبوهة، مثلما أدت إلى سقوط أندية كانت في موقع جيد لضمان البقاء قبل أن تختلط حساباتها لذات العوامل والأسباب. قسم الهواة لم يسلم و"سوسبانس" بين خنشلةوالخروب وفي السياق ذاته، فإن بطولة قسم الهواة (شرق) لم تسلم من حمى التأجيلات، خاصة ما يتعلق الأندية التي تلعب على ورقة الصعود بشكل مباشر، فمنذ أسبوع تم تأخير مباراة مولودية قسنطينة أمام جمعية الخروب، بطريقة أثارت استياء الرائد الحالي إتحاد خنشلة الذي لعب مباراته في أولاد جلال قبل 4 أيام عن مباراة الموك أمام "لايسكا"، ليتكرر ذات السيناريو مجددا، لكن هذه المرة تم تأجيل مباريات الفرق التي تلعب على الصعود إلى يوم غد الثلاثاء، وستعلق المر بمواجهة الرائد إتحاد خنشلة أمام نادي تبسة، والمباراة التي ستجمع بين الملاحقين المباشرين جمعية الخروب وشباب باتنة، ورغم أن رابطة الهواة قد تفادت الإشكال السابق، بعد تأجيل مباريات أندية المقدمة، إلا أن خيار التأجيل في حد ذاته لا يخدم حسب البعض أجواء المنافسة في حال تواصل حدوث خلخلة في الرزنامة، خاصة وأن ذلك يتزامن مع الجولات الأخيرة من البطولة التي تجرى على وقع حمى الصعود والعمل على تفادي السقوط. أطراف تنتقد خيارات الرابطة ومدوار أمام تحديات لضبط الرزنامة ولم تتوان العديد من الأطراف في توجيه انتقادات مباشرة للرابطة الوطنية المحترفة على الخصوص، بسبب إشكالية كثرة تأجيل المباريات التي وصلت إلى حوالي 7 مواجهات في المجموع، ما جعل العديد من الأطراف تصل إلى قناعة بان ذلك سيتسبب في هزات مباشرة على مستوى هرم وأسفل الترتيب، ما يتطلب حسب قولهم ضرورة تحمل الجهات المعنية لمسؤولياتها، من خلال الحرص على ضبط الرزنامة وعدم التمادي في تأجيل المباريات دون مبررات واضحة، خصوصا وأن هناك فرقا تلعب على اللقب وأخرى تسعى إلى ضمان البقاء تشتكي من هذا الجانب، والكلام ينطبق أيضا على الرابطة الثانية، بعد أن خرجت أسرة الرائد نجم مقرة عن صمتها على خلفية تأجيل مباراة شبيبة بجاية، وهو المر الذي يجعل رئيس الرابطة عبد الكريم مدوار أمام امتحان هام لضبط الرزنامة، والحرص على سير المنافسة دون هزات إضافية، خاصة في ظل التطورات الحاصلة من عديد النواحي، ناهيك عن الممارسات السلبية التي تعرفها خلال الجولات الأخيرة من كل موسم، على وقع البزنسة وترتيب المباريات، ما يجعل الجانب الفني الغائب الكبير مقابل الحضور اللافت لمنطق الشكارة الذي يضع نقاط المباريات في المزاد، وفق منطق "ادفع تربح". وهو الكلام الذي ذهب إليه رئيس اتحاد الشاوية في حديثه ل"الشروق"، داعيا جميع الجهات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها إذا أراجت فعلا الحفاظ على النزاهة، وحفظ ماء الوجه خلال مات بقى من جولات البطولة.