عاد الشارع إلى حراكه القوي تزامنا مع ذكرى عيد النصر، حيث حطمت الحشود أرقاما قياسية في يوم عمل وليس عطلة، برغم البرد القارس وحتى الأمطار التي تهاطلت على بعض مدن شرق البلاد، وكانت الشروق في قلب المتظاهرين وفي أيديهم وفي أصواتهم من خلال المطالبة بعودة إشراقاتها التي تعوّدوا عليها في سرائهم وفي الضراء. فقد شهدت الثلاثاء، مدينة خنشلة، مسيرات حاشدة، طالب فيها غالبية المتظاهرين بحرية التعبير وفك القيود عن جريدة الشروق اليومي التي وصفوها بجريدة العائلة الجزائرية، وتذكر الشباب وقفة "الشروق" منذ عشر سنوات بعد مباراة أم درمان الشهيرة عندما كانت سندا وحيدا للشعب بعد الحملة الشعواء التي تعرضت لها الجزائر برموزها وشهدائها من أبواق الفتنة في مصر، وتساءلوا كيف للسلطة نسيان ما قدمته الشروق للوطن. وثمّن سكان مدينة ميلة ما تقوم به قناة "الشروق" التي قدمت الحقيقة كما هي وبطريقة وصفوها بالاحترافية، كما عبّر عدد من الأطباء الذين قال أحدهم بأنه درس باللغة الفرنسية الطب، ولكن الشروق اليومي جعلته متشبثا بلغة الضاد. ولم ينس السكيكديون الوقوف إلى جانب "الشروق" بكل قنواتها وخاصة جريدتها التي غابت عن الأكشاك ولم يعودوا يرونها تشرق كل صباح، وطالبوا السلطة بفك قيودها، لأنها جزء من الشعب وجريدة العائلة الجزائرية وواحدة من مكتسبات قطاع الإعلام وحتى الثقافة والرياضة والسياسة والاقتصاد في الجزائر. وفي قسنطينة لم ينس الأطباء "الشروق" التي هي جزء من أحلامهم التي استرجعوها من الحراك الحالي، وتمنوا عودة الشروق اليومي، لأنها كانت دائما منبرا حرا للنخبة ولعامة الناس، وكما قال أحدهم لقد كانت السماعة دائما حول رقبتي والشروق اليومي بين يدي. وكانت قضية الحصار ومنع الطبع والإشهار العمومي عن الشروق اليومي، حاضرة في مسيرة العاملين بقطاع الصحة في ولاية المسيلة، حيث أعلن هؤلاء تضامنهم ووقوفهم مع الشروق التي كانت ولا تزال صوت الشعب ومنبر من لا منبر له، واتفقت بذلك كل شرائح المجتمع من أطباء وطلبة ومحامين ومهندسين وعاطلين عن العمل على أن الشروق يجب أن تشرق حالا.