على بعد ست جولات فقط من نهاية دوري المحترفين الأول في الجزائر، لم يضمن اتحاد العاصمة اللقب، وصار محاصرا من شبيبة القبائل وأيضا من نادي بارادو الفريق المغمور الذي يمتلك مباراة واحدة متأخرة سيلعبها في 17 مارس الحالي بملعب بولوغين بالعاصمة أمام نصر حسين داي، وفي حال فوزه بها سيصبح على بعد ثلاث نقاط فقط عن اتحاد العاصمة صاحب المركز الأول ب 45 نقطة. لا يمتلك نادي بارادو الذي يحتل مركزا أحسن من كبار فرق البلاد، مشجعين شوفينيين، ولا يكاد يناصره غير اللاعبين الاحتياطيين وأفراد عائلة وأقارب اللاعبين، وقد تكون قوته الأولى في عدم امتلاكه لمناصرين، مما يجعله يلعب من دون ضغوط وهو يشعر بالأسف الحسرة الداخلية كلما فشل لاعبوه في مباراة من دون أن تأنيب من الجماهير كما يحدث لبقية الأندية وخاصة الكبرى التي يصل بها الحال أن يتم توقيف حافلة النادي، وتلقي وابل من الشتائم من المناصرين، وتصل أحيانا إلى غاية الضرب والرشق بالحجارة، حتى أصبح اللاعب يهمه المناصر خوفا منه، قبل نتيجة المباراة وتطوير أدائه. لم يخسر بارادو هذا الموسم إلا في ست مناسبات في الدوري، ويمتلك حاليا ثاني أحسن هجوم بعد اتحاد العاصمة ب30 هدفا، ورابع أحسن دفاع بعد شباب قسنطينة وشبيبة الساورة وشبيبة القبائل ب 18 هدفا، وحتى لو جانب نادي بارادو اللقب أو المركز الثاني الذي يصارع لأجله شبيبة القبائل، والمؤهل لرابطة أبطال إفريقيا، فإنه سيتنافس وله حظوظ قوية في انتزاع المرتبة الثالثة المؤهلة لكأس الكونفدرالية ليكون بذلك ثاني فريق لا يمتلك مناصرين يلعب في منافسة إفريقية، بعد اتحاد هندسة الجزائر أي فريق الديناميكية الذي فاز في صيف 1982 بكأس الجزائر على حساب النصرية التي كانت في تلك المباراة محرومة من رباعي كان في إسبانيا للمشاركة في المونديال، وهم ماجر وقندوز ومرزقان والحارس بن طلعة، ففازت الديناميكية بجيل رائع بقيادة بوثلجة ودمدوم وهي لا تملك مناصرا واحدا وشاركت في كأس الأندية الحائزة على الكؤوس وسجلت رقما قياسيا بعدما فازت على ممثل الكرة الموريتانية بعشرة أهداف، قبل أن تقصى في منتصف الطريق الإفريقية. يدرب بارادو حاليا البرتغالي شالو، والفريق لم يخرج من مدربين ينتمون للكرة اللاتينية منذ أربع سنوات، وهو ما جعل لعبهم استعراضيا وواقعيا أيضا، أي أن الفريق يحقق في كل مباراة ما يريد فهو يفوز على أقوى الأندية كما فعل مع شبيبة القبائل واتحاد العاصمة وشباب قسنطينة بأقل نتيجة ويفوز على أضعف الأندية بنفس النتيجة، ولأن ملعبه بولوغين لا يساعده على اللعب فإنه يشعر بالراحة عندما يلعب خارج ميدانه، فيشاهد ضغط الجمهور على الفريق المحلي، ويبقى هو في حالة نفسية جيدة. لن يعود نادي بارادو إلى المنافسة إلا في 29 مارس الحالي حيث يستقبل على ميدانه فريق شبيبة بجاية في لقاء إياب ربع نهائي الكأس، وعينه على نصف النهائي بعد التعادل السلبي في المباراة الأولى في ملعب الوحدة الإفريقية في بجاية، كما سيعود لمباريات الدوري في الثاني من شهر أفريل عندما يتنقل إلى برج بوعريريج لمواجهة الأهلي، وهي مباراة مهمة قد يظهر فيها ملامح المرتبة التي يمكن لبارادو احتلالها. ولا يتوقف تألق نادي بارادو عند الفريق الأول، لأن فئة الشبان أقل من 19 سنة متأهلة للدور ربع النهائي وستواجه في لقاء صعب شباب قسنطينة في مباراة ستجري بملعب حامة بوزيان، البلدة التي تبعد عن قسنطينة بتسع كيلومترات فقط، ويواجه فريق أقل من 17 سنة صفاء الخميس من أجل بلوغ نهائي كأس الجزائر، وحتى فريق أقل من 14 سنة بلغ نفس الدور، وهو ما جعل برادو الفريق الذي لم يكن يعرفه أحد منذ خمس سنوات ظاهرة كروية وتنجب بعض اللاعبين وعلى رأسهم يوسف عطال الذي بات على باب واحد من أكبر الأندية في أوربا. صحيح أن الفرق الكبيرة تراجعت ومنها وفاق سطيف وشباب بلوزاد وغيرهما، ولكن الحقيقة أيضا أن نادي بارادو رسم بأكاديميته خطة للسيطرة على الكرة الجزائرية وهو حاليا في الطريق، إلى أن تظهر أكاديميات أخرى ستضمن ارتفاع المستوى العام. ب. ع