دخل الحراك الشعبي شهره الثاني، بعد أن أقفل أمس شهره الأول، وفي مشاهد متباينة للفعل ورد الفعل بين الحراك الشعبي الذي استقطب ملايين الجزائريين وبين رد فعل السلطة التي مازالت تنازلاتها لم ترض الشارع، فضلنا الوقوف على أهم محطات الحراك المطالب برحيل السلطة في أهم محطاته ومشاهده. 10 فيفري: يوجه الرئيس بوتفليقة رسالة إلى الجزائريين يعلن فيه ترشحه بصفة رسمية، يعترف فيها بوضعه الصحي ويتحدث عن مرضه ويقدم الخطوط العريضة لبرنامجه بثلاثية عقد ندوة وطنية وتعديل الدستور وتنظيم استفتاء لأجل تمريره وتعديل قانون الانتخابات. 22 فيفري: يخرج الجزائريون في مسيرات في كامل الولايات. 24 فيفري: يغادر الرئيس في تجاه العاصمة السويسرية جنيف في رحلة وصفتها رئاسة الجمهورية بالمعاينة الدورية. 26 فيفري: يخرج الطلبة في مسيرات بالعاصمة وعدد من ولايات الجمهورية. 27 فيفري: صحفيو الإذاعة والتلفزيون يحتجون، ويطالبون بالحق في الخدمة العمومية. 27 فيفري: تسريب تسجيل صوتي لمحادثة جمعت عبد المالك سلال مدير الحملة الانتخابية للرئيس المترشح ورجل الأعمال علي حداد حول الحراك والفزع الذي تمكن من نفوس بعض أعضاء فريق الحملة الانتخابية والعيوب التي وصفها سلال بالأخطاء الكارثية في العملية الاتصالية أو حادثة "الكادر". 28 فيفري: الصحافيون في وقفة احتجاجية، وفي نفس اليوم يطلق الوزير الأول السابق تحذيرات للمتظاهرين ويذكرهم بنهاية سوريا التي بدأت مظاهراتها بالورود. 01 مارس: مسيرات شعبية في كافة الولايات وجدار الصمت انكسر والمسيرات تتمدد وتتدعم بانضمام أعداد جديدة. 02 مارس: يبعد عبد المالك سلال من إدارة الحملة الانتخابية لبوتفليقة ويستخلف بوزير النقل والأشغال العمومية عبد الغني زعلان مكانه، دون تحديد الجهة التي تخلت عن خدمات سلال وعينت مكانه زعلان. 03 مارس: انتهاء المهلة القانونية لإيداع ملفات المترشحين لدى المجلس الدستوري، يتكفل مدير الحملة الانتخابية للرئيس المترشح بإيداع ملف ترشحه مدعوما بقرابة 7 ملايين استمارة توقيع بحسب زعلان، الذي حمل رسالة من الرئيس المتواجد بالمستشفى للعلاج إلى الجزائريين، مفادها أنه لن يتم عهدته الخامسة وسيغادر في آجال سنة واحدة، حجته في ذلك عقد الندوة الوطنية والإصلاحات السياسية والاجتماعية اللازمة لضمان انتقال سلس للسلطة. 05 مارس: يخرج الطلبة مجددا لرفض مقترح العهدة الخامسة المحدودة الأجل، ويمتد الحراك ليشمل الأساتذة الجامعيين الذين تكفلوا بتأطير المسيرات. 07 مارس: مسيرة ضخمة للمحامين في اتجاه المجلس الدستوري، تكسر الحاجز الأمني، وتصل إلى المدخل الرئيسي للمجلس الدستوري، ويطلب نقيب المحامين عبد المجيد سليني، مقابلة رئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز، لتسليمه عريضة باسم المحامين تطالب بضرورة احترام الدستور ومنع ترشح الرئيس لعهدة خامسة. في نفس اليوم يخرج الصحفيون في وقفة احتجاجية بساحة الحرية على عملية التضييق التي طالت جريدتي الشروق والبلاد بوقف الإشهار عنهما وتخفيض سحبهما. 07 مارس: بمناسبة عيد المرأة، يوجه الرئيس بوتفليقة من جنيف رسالة للمرأة الجزائرية بمناسبة عيدها، ويخاطب ضمائر الأمهات ويطالبهن بمنع أبنائهن عن الخروج، ويذكر بالمحيط غير الآمن للدول التي تحيط بالجزائر. 08 مارس: يخرج الجزائريون للجمعة الثالثة، تتقدمهم النسوة وبأعداد رهيبة في أجواء احتفالية، ومسيرات مليونية أدهشت العالم فتفاعلت مع سلميته مختلف وسائل الإعلام العالمية، وأثارت ردود فعل في أكبر عواصم العالم، وتمسك المتظاهرين بمطلب رفض العهدة الخامسة وتغيير النظام، ووصفت المسيرات بمسيرات الحسم. 10 مارس: تسريبات منذ الصباح عن عودة الرئيس إلى الجزائر، وتنقل وسائل إعلام عربية وعلى المباشر وصول طائرة الرئيس إلى مطار جنيف، ومغادرة موكب الرئيس للمستشفى ووصوله إلى المطار ومغادرته وبأدق التفاصيل إلى حين وصوله إلى الجزائر. 11 مارس: يستقبل الرئيس بمقر إقامته بزرالدة كلا من نائب وزير الدفاع الوطني قائد الأركان الفريق أحمد قايد صالح، ليقدم له عرضا عن الوضع الأمني، وبعدها مباشرة يستقبل الوزير الأول أحمد أويحيى ليسلمه استقالة حكومته، كما يعين كلا من وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي وزيرا أول خلفا لأويحيى، ويعين وزير الخارجية الأسبق رمطان لعمامرة نائبا له، وفي نفس اليوم يستقبل المبعوث الأممي والدبلوماسي لخضر الإبراهيمي الذي طمأن الجزائريين كالعادة على صحة الرئيس وأعطى إشارات إيجابية على ورقة الطريق التي قدمها الرئيس. 11 مارس دائما: يوجه الرئيس رسالة للأمة يعلن فيها تنحيه وتراجعه عن الترشح لعهدة خامسة، كما يوقع مرسوما لتأجيل الانتخابات الرئاسية ويقدم ورقة طريق. 12 مارس: يتكفل الطلبة والمحامون بالرد على تنازلات الرئيس برفض مقترحاته ورفض تمديد عهدته، وكذا التنديد بالدوس على الدستور، وقائمة المطالب تأخذ منحى تصاعديا، كما ترفض صراحة ورقة الطريق التي اقترحها. 13 مارس: نائب الوزير الأول رمطان لعمامرة والدبلوماسي لخضر الإبراهيمي في مهمة فوق العادة، وبتركيز إعلامي كبير في هجوم استباقي لوقف مسيرات الجمعة الرابعة، إلا أن خرجات الدبلوماسيين باءت بالفشل. 14 مارس: الوزير الأول نور الدين بدوي، ينشط ندوة صحفية، وفي مواجهة مفتوحة مع الإعلام لم يوفق بدوي في إقناع لا الرأي العام ولا الصحافة، وبدا أنه مرتبك وقلق وغير قادر على الترويج لورقة الرئيس. 15 مارس: مسيرات ضخمة في الجمعة الرابعة تنسي العالم في مسيرة الثامن مارس والمطالب تأخذ منحى تصاعديا والمطالب تتوسع لتشمل ضرورة رحيل كل الوجوه المحسوبة على الفترة الأخيرة، وانضمام أعوان الأمن والشرطة للحراك الاجتماعي. 17 مارس: القضاة والأساتذة والمحامون في مسيرات تشمل جميع الفئات وبنفس مطالب رحيل النظام والتغيير ورفض العهدة الخامسة. 18 مارس: وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة في دورية للخارج إلى ايطاليا وروسيا، وألمانيا، وتثير الرأي العام الداخلي الذي استنكر التدويل وهناك قرارات اعتبرته استقواء بالخارج، خاصة بعد دعم وزير الشؤون الخارجية الروسي لورقة طريق الرئيس بوتفليقة للخروج من السلطة، وفي نفس اليوم يوجه الرئيس رسالة بمناسبة عيد النصر يتمسك فيها بورقة الطريق، موازاة مع تأكيد رئيس أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، بأن لكل مشكلة حلول، وأن الجيش والشعب جزء لا يتجزأ. 19 مارس: معسكر الرئيس ينفجر على وقع إعلان حزبي السلطة جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي انضمامهما للحراك الشعبي. 22 مارس: الجزائريون على موعد جديد مع مسيرات مليونية للمرة الخامسة رغم الأمطار، يصرون على رحيل السلطة ورفض مقترحات بوتفليقة.