دوّى الجمعة بقوة صوت قراء "الشروق اليومي" ومشاهدو برامج قنوات الشروق، في العديد من ولايات الوطن وسط حشود الرافضين للتمديد، حيث قدموا لوحات وحملوا شعارات وهتفوا باسم جريدة الجزائريين التي أرادوا تكميم صوتها الداعم من أول يوم لحراك الشعب، من خلال منع طبعها ونسف تواجدها في الأكشاك والمكتبات ومنع الإشهار العمومي عنها، بالرغم من أن آلاف المعلنين في الشركات الوطنية والبلدية ومختلف الإدارات تختارها لإعلان مناقصاتها والإشهار فيها، وهم أي السلطة يحوّلون الإشهار إلى صحف أخرى معروفة بتطبيلها، بما فيها المجهرية التي لا يعلم الجزائريون عن وجودها أصلا في الساحة الإعلامية. في قلب الجزائر العاصمة وتحديدا في ساحة أودان، طالب المتظاهرون من خلال لافتات بتحرير جريدة الشروق اليومي من القيود المفتعلة حتى تعود إلى العائلات الجزائرية وقال مواطن في الأربعين من العمر بأنه يشعر بأن شيئا ينقصه منذ أن اختفت الشروق اليومي من الأكشاك وصار يعود إلى البيت من دونها ويشرب قهوته من دون نكهتها. وعاد سكان مدينة قسنطينة ليؤكدوا علاقتهم مع الشروق جريدة وقنوات، حيث كانت اللافتات معبرة، اعتبر حاملوها تضامنهم مع الشروق واجبا، لأن الشروق كما قال شاب في السادسة والثلاثين من العمر كانت دائما إلى جانب الشعب والمدافع الأقوى على هويته، وذكر في السياق كيف كانت السلطة صامتة منذ عشر سنوات أمام نباح بعض الأبواق الإعلامية في مصر، التي شتمت الشهداء ولم يجد حينها الجزائريون سوى الشروق اليومي، فحان الوقت ليقف الجزائريون مع الشروق اليومي التي حملت لواء الحرف العربي ودافعت عن مقومات الشعب الجزائري وحاربت الفتنة ولم تبال للضربات التي أوجعتها ماديا من السلطة. ولم يتأخر أبناء سطيف عن دعم الشروق اليومي في محنتها ورفعوا لافتات عملاقة أجمعت على أن العهد الجديد الذي ستدخله الجزائر، يجب أن يكون بالشرفاء في كل الميادين وخاصة في الإعلام وليس بالذين يبيعون أقلامهم والميكروفون للسلطة وينسون معاناة الشعب، قالت سيدة عامرية من حرائر عاصمة الهضاب، بأن الشروق اليومي جريدة العائلة السطايفية فقد كانت إلى جانب الوفاق في كل انتصاراته وكانت إلى جانب النساء وهي الصحيفة الوحيدة التي كسرت مقروئية الرجال فقط للجرائد، من عهد أسبوعية الشروق العربي إلى الشروق اليومي ومختلف قنواتها. ورفع سكيكديون في مسيرتهم أعدادا قديمة للشروق اليومي ولافتة جابوا بها الشوارع، معتبرين الشروق جزءا من حياتهم الثقافية والسياسية، وتمنوا عودتها، لأنها منبر قوي ليس للنخبة وإنما لعامة الناس وأعلنوا تضامنهم ووقوفهم مع الشروق التي تقوم بتغطية المسيرات بكل احترافية. وأكد المتظاهرون سلميا خلال مسيرة أمس بمدينة قالمة، تضامنهم المطلق مع الشروق اليومي فيما تتعرض له من مضايقات، وهتفوا باسم الشروق مطولا، مطالبين برفع القيود عنها وعن باقي وسائل الإعلام، واحترام الدستور وحق المواطن في الإعلام. ونالت قضية التضييق على مجمع الشروق، نصيبا من اهتمام سكان مدينة المسيلة، الذين لم يتخلفوا عن التظاهر، للجمعة الخامسة تواليا منذ بداية الحراك الشعبي، ورفع المتظاهرون الذين تضاعفت أعدادهم من أسبوع لآخر، لافتات وشعارات تنادي برفع التضييق والخناق على الشروق، التي تعتبر صوتا لمن لا صوت له ومنبرا للكلمة الحرة والديمقراطية.