حذرت قيادات من التجمع الوطني الديمقراطي مما وصفته ب”محاولة بعض الأطراف السطو على الحزب وإبعاده عن خطه السياسي”، مستغلين وجود الأمين العام للحزب أحمد أويحيى في السجن، في حين يسعى معارضوه للتعجيل بإسقاطه ومنع وصول حلفائه لسدة الحزب. بعد مرور أسبوع كامل على إيداع الأمين العام لتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى السجن بتهم فساد وسوء استغلال الوظيفية، تحرك مناوئوه داخل الحزب لإسقاطه من على رأس الأرندي الذي عمر فيه طويلا، وفي نفس الوقت قطع الطريق أمام مؤيديه الذين يسعون لتعيين منسق لتسير الأرندي في المرحلة المقبلة، وهو ما أكده القيادي شهاب صديق “المبعد” من الحزب من طرف “المسجون”، والذي لم يتوان في اتهام حلفاء أحمد أويحيى داخل الحزب بالعمالة للقوى غير الدستورية، حيث حذر هذا الأخير الأمناء العامين من خطورة المؤامرات التي يراد من خلالها شق صفوف الحزب. وقال صديق شهاب في بيان له: “إنّ الحزب يعيش مرحلة بالغة الدقة والحساسية على المستوى التنظيمي، بعد إيداع أمينه العام الحبس المؤقت بتهم التورط في قضايا الفساد”، حيث تسعى بعض الأطراف لاغتنام الفرصة واعتلاء المسؤولية بأوامر فوقية وهم معروفون بانتمائهم للعصابة، مضيفا: “جراء الفراغ التنظيمي لاحت في الأفق بوادر عملية سطو منظمة لاختطاف الحزب وأجهزته القيادية، من طرف أشخاص يتذرعون بالوفاء للأمين العام، رافعين شعار “المتهم بريء حتى تثبت إدانته” أو آخرين من محترفي اغتنام الفرص تعودوا على اعتلاء المسؤولية بأوامر فوقية”. ويرى القيادي في الحزب، أن أحسن رد على هؤلاء المناورين على – حد وصفه – هو العمل بجد مع كل الوطنيين وكل القوى السياسية والمجتمع المدني والحراك الشعبي من أجل إنضاج حل وطني توافقي يمكن البلاد من الخروج من الأزمة السريع، التي تعيشها البلاد وذلك احتكاما للحلول الدستورية المتاحة”، قائلا: “إننا بذلك نساهم في تجنيب البلاد ما يحاك لها من مؤامرات، وخطط تهدف إلى تعفين الوضع بتعطيل التوصل إلى أي حل من طرف قوى أصبحت مكشوفة ونساهم في توفير الظروف المواتية لإجراء انتخابات رئاسية في أسرع وقت ممكن لتفويت الفرصة على هذه القوى التي تريد الدفع بالبلاد إلى فراغ دستوري للتسويق لاحقا لحلول مريبة ومعادية للوطن كما حذرت، من ذلك قيادة الجيش الشعبي”. بالمقابل، كان أعضاء كتلة التجمع الوطني الديمقراطي، بمجلس الأمة قد طالبوا في بيان لهم بضرورة تعيين خليفة لأويحيى على رأس الحزب، وجاء في بيان: “نظرا للظرف الحساس والدقيق الذي يمر به الحزب، وحفاظا على استمرارية عمل هياكله النظامية الوطنية والمحلية نطالب بالتعجيل في انتخاب منسق لتسيير شؤون الحزب”.
