تشهد ولاية غليزان أزمة بطالة خانقة في صفوف الشباب وخاصة خريجي الجامعات ومعاهد التكون في ظل تراجع عروض العمل منذ مدة بسبب الاوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد بالرغم من تواجد الكثير من الشركات والمؤسسات الإقتصادية التي تنشط بالمنطقة الصناعية سيدي خطاب. أدى هذا الوضع بمئات الشباب الحاملين للشهادات العليا الوقوف أمام وكالات التشغيل بكل من غليزان ووادي رهيو وعمي موسى لعلهم يظفرون بمناصب عمل رغم أنهم تعودوا الوقوف والانتظار لأيام إن لم نقل لشهور أمام هذه الوكالات دون ظهور بوادر حل ولو مؤقت، وحسب ما كشفه العديد من هؤلاء الشباب للشروق فإن الأمر أصبح لا يطاق حيث فكر الكثير منهم في الحرقة ومغادرة هذه الولاية التي لم يجنوا منها سوى الوعود الوهمية لنيل منصب عمل قد يساعدهم على تخطي مرحلة اليأس والقنوط بالاندماج في معترك الحياة المهنية، لتحسين أوضاعهم الاجتماعية المتدنية وواصل أحد الشباب حديثه للشروق قائلا إلى متى يبقى أبناء ولاية غليزان محرومين من حقهم في مناصب عمل اصبح الحصول عليها بمثابة معجزة فيما ينالها أخرون خاصة الجنس اللطيف لحاجة في نفس يعقوب، على حد تعبيره وبطرق ملتوية، على حساب فئة الشباب الذين خنقتهم هذه الأزمة ولم يجدوا أي بصيص من الأمل. وأدى هذا الوضع بالمئات من الشباب البطالين إلى المطالبة برحيل مسؤول وكالة التشغيل بغليزان خلال المدة الأخيرة ما أجبر والي الولاية نصيرة براهيمي إلى إبعاد هذا الأخير لفترة وجيزة وأحالته على عطلة إجبارية ولم يعرف مصيره إلى اليوم حيث تضاربت الأقوال بشأنه فمنهم من يقول بأن مدير وكالة التشغيل قد أنهيت مهامه فيما قال آخرون بأنه ما زال في منصبه، وبالرغم من استفادة الولاية بمشاريع تنموية عبر كل بلديات الجهة لكنها فشلت في امتصاص اليد العاملة البطالة خاصة فئة الجامعيين إلى جانب أصحاب الحرف الذين طالتهم يد التهميش، وأمام هذا المشكل العويص الذي يمر به الشباب لم تجد بعض العائلات سوى الدفع بأبنائها خاصة الصغار إلى سوق العمل الموازي منها أسواق الخضر والفواكه لبيع الأكياس البلاستيكية حيث اغتنمت هذه الأخيرة وجود أطفالها في عطلة الصيف لكسب بعض الدنانير لإعالة أسرهم في انتظار الدخول المدرسي 2019 /2020. يحدث هذا في وقت شحت فيه مناصب العمل على مستوى الوكالة الولاية للتشغيل التي كان لها أخر عرض عمل موجه لفئة البنات ل 200 منصب شغل خلال شهر أفريل 2018 للعمل في مجال الخياطة على مستوى مؤسسة طايال التركية موزعة على بلديات غليزان، وادي ارهيو، عمي موسى ومازونة. وفي غضون ذلك وبتراكم إنشغالات الفئة البطالة في ولاية غليزان التي دفعت بالمئات من الشباب إلى الخروج إلى الشارع للمطالبة بحقهم في العمل وتنظيم وقفات إحتداجية خلال الاشهر القليلة الماضية رغم محاولات المسؤولين وبعض البرلمانيين لإحتواء الأزمة والإجتهاد في أيجاد حلول لأزمة البطالة غير أن هذه المحاولات باءت بالفشل خاصة وهو ما يفند إدعاءات الإدارة التي صرحت أن نسبة البطالة إنخفضت إلى أقل من 10 بالمائة وهو رقم مبالغ فيه حسب ما أكده العديد من الشباب الذين أنهكتهم البطالة للشروق.
