اختارت الفنانة فراح وسام، ابنة ولاية أم البواقي، في بداية مشوارها الدراسي بجامعة العربي بن مهيدي الانتساب إلى معهد الإعلام والاتصال، الذي تخرجت منه في سنة 2009، وبجديتها كانت من المتفوقات غير أن وضعها الاجتماعي حال دون مواصلة دراستها خارج الوطن كما خططت في صغرها، فارتضت بما هو موجود، ولكن شبح البطالة لاحقها لمدة سنة ودفع بها إلى ولوج عالم الفن، خلال مكوثها في البيت لمدة سنة بعد تخرجها وأي فن اختارت؟ كان ديدنها الالتحاق بمعهد الفنون الجميلة بباتنة لتحقق حلمها في معاقرة الريشة والألوان، فسارت على الدرب وأكملت دراستها بتفوق وحصلت المرتبة الأولى على مستوى المعهد دفعة 2014 وذلك في اختصاص الزخرفة الإسلامية والمنمنمات، وعن اختيارها لهذا الاختصاص قالت بأن مرده إلى تأثرها بالفنان العالمي الجزائري محمد راسم الذي يعتبر من رواد الفن الإسلامي، معتبرة أن هذا الفن يتطلب نفسا طويلا وعملا مستمرا وتركيزا كبيرا، وما حز في نفسها وترك في نفسها جرحا عميقا، هو يوم جرفت مياه الأمطار بيتها وتم تحطيم وإتلاف أزيد من ثلاثين لوحة من أجود ما جادت به أناملها كما تقول: "لم أفشل بل تضاعفت عزيمتي وواصلت عملي بثبات"، الفنانة المبدعة كانت لها مشاركات في عدة معارض وطنية منذ أن كانت في سنتها الأولى بالمعهد وذلك بمشاركتها في المعرض الدولي بتلمسان مع أساتذتها، الذي حضرته تسعة وعشرون دولة منها فرنسا وإسبانيا واليابان والصين وهولندا وغيرها، أما سنة 2014 فكانت أكبر حافز لها بعد افتكاك المرتبة الثانية من خلال مشاركتها في الصالون الوطني للفنون الإسلامية بافتكاكها المرتبة الثانية رغم مشاركة كل ولايات الوطن. الفنانة ترى أن هذا الفن بصفة خاصة يعتبر جزء من هوايتنا، وتراثنا وحضارتنا الإسلامية، وما تطمح إليه هو أن الذهاب بهذا الفن بعيدا إن أعطتها الجهات المسؤولة عن الثقافة التفافة أو تحفيزات معنوية على الأقل تشجيعية بالمشاركة خارج الوطن لتعرف إلى ما وصل إليه الفن الإسلامي الأصيل في الجزائر، بفضل رساميه في هذا الفن التشكيلي. ج. ل
