تعيش لليوم الرابع على التوالي، مدينة قايس غرب ولاية خنشلة، حالة من الهلع والفزع، عقب تسجيل خمس حالات لداء مجهول، وسط الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين الشهرين وسنتين من العمر، أسفر عن وفاة رضيع يبلغ من العمر خمسة أشهر، ينحدر من الجزائر العاصمة. كان قد تنقل رفقة عائلته إلى مدينة قايس، لحضور حفل زفاف خالته منتصف الأسبوع الفارط، حيث توفي بعد إصابته بداء مجهول، من أعراضه الشلل المصحوب بارتفاع في درجة حرارة الجسم، والتقيؤ. ولا يزال أربعة أطفال آخرون يرقدون بمستشفى قايس، بذات الأعراض التي يعتقد أنها ناجمة عن فيروس خطير، يجهل أسبابه وعلاجه، في الوقت الذي لم تعط مديرية الصحة والسكان بخنشلة، أي إجابة عن الموضوع بالرغم من محاولتنا معها، والتزمت الصمت وحتى التكتم عن الموضوع، دون أن تكلف نفسها حتى إعلان حالة طوارئ والبحث على الأقل عن أسباب الداء، لتفادي تسجيل حالات أخرى على حدّ تعبير أولياء الأطفال المصابين. وكانت مصلحة الاستعجالات الطبية، بمستشفى قايس بخنشلة، قد استقبلت قبل أيام فقط، أربع حالات خاصة بأطفال تعرضوا بشكل مفاجئ لشلل عبر أطرافهم العلوية والسفلية، قبل أن تصطحب الحالة في اليوم الموالي، بارتفاع درجة حرارة الجسم، مع التقيؤ، مما حير الطاقم الطبي، لاسيما أن المعنيين تلقوا منذ دخولهم إلى المستشفى مضادات للمكيروب، وأجروا تحاليل وأشعة، دون أن يتمكن الطاقم الطبي من تشخيص الداء، وما زاد من تخوف العائلات بقايس، هو تسجيل حالة وفاة عند رضيع قدم من الجزائر العاصمة وهو وعلى قرابة بأحد المصابين، مما رجّح احتمال انتقال العدوى بين الأطفال، أو الاشتراك في تناول شيء ما خاصة المياه، وقد التمست العائلات الأربع، من وزارة الصحة، ووالي خنشلة، إعلان حالة الطوارئ بالمنطقة، والعمل على إيفاد مختصين في علم الأوبئة، أو نقل المصابين إلى مستشفيات كبرى، حتى لا يكون مصير أطفالهم، كنهاية ضحايا الكاشير قبل سنتين مرت بقايس، حيث أودى بحياة أربعة أطفال.