يحن سكان ولاية عنابة العريقة والضاربة في التاريخ، كيف لا وهي النائمة والحاملة ل44 قرنا من التاريخ، إلى معلم سيدي الصيد الذين كانوا يأخذون الصور والقسط من الراحة بالأحصنة و"الكلاج" عنده (سيدي الصيد بالتعبير الشعبي) ويعني ذلك نسبة إلى اسم الأسد باللغة العربية. هو في الحقيقة حسب أهل الاختصاص والمهتمين بالتراث الشعبي والتاريخ والسياحة، الذين سألناهم عن ذلك المعلم الشهير خارج حتى حدود الوطن، عبارة عن صخرة عملاقة تتوسط البحر على شكل أسد باسط يديه يعطيه هيبة كبيرة ولسكان المدينة خاصة عند شاطئ البلفودار والشاطئ المعروف ب "لوفي دو لوغوغ" ويعني طلوع الفجر، حيث وعند طلوع هذا الأخير عند الصخرة العملاقة التي تتوسط البحر وهو إعجاز من الله، يظهر شكل الصيد أو حيوان الأسد بوضوح للسياح والمصطافين الذين ينبهرون برؤيته ولا يصدقون أنه وسط البحر، الصخرة العملاقة على شكل الأسد ملك الغابة كانت قبل أن تدمرها فرنسا بالمدافع بحجة حجب السفن والملاحة وقت الحرب العالمية، كانت مكان راحة يرتاح عندها البحارة أو السباحون بعدها يكملون المسيرة. معلم سيدي الصيد الذي كان فخر عنابة ودمرته فرنسا ألهم كثيرا الكتاب الأوربيين والشعراء، حيث ألف عنه أحد الكتاب الفرنسيين كتابا يحمل عنوان "بونة تاريخها وحكايتها"، حيث أدان خلالها ما حدث لمعلم سيدي الصيد أوعين الصيد كما يحلو لبعض العنابيين تسميته، الذين يتبركون كذلك بالولي الصالح سيدي الصيد حيث يوجد قبره في المدينة العتيقة المعروفة ب "لابراص دارم" مقابل مسجد "أبو مروان".