تتطلع الجالية المسلمة التي تمثل حوالي 40 بالمائة من إجمالي تعداد سكان مدينة أوبرفيليي الواقعة في الضاحية الباريسية، إلى تجسيد مشروع المسجد الكبير الذي يتربع على مساحة 4 آلاف متر مربع يضم قاعة كبيرة للصلاة ومركز ثقافي إسلامي ومطعم ومقهى فضلا عن مرافق متعددة. تراهن جمعية مسلمي مدينة أوبرفيليي على دعم ومساندة منتخبي البلدية من أصول مغاربية و دول إسلامية لتخطي عقبة العراقيل التي حالت دون الانطلاق في أشغال الإنجاز منذ سنة 2013 تاريخ حصول الجمعية على قطعة أرضية من طرف عمدة البلدية السابق الراحل شاك سلفطور المقرب من الجالية المسلمة. وكشف العضو المنتخب لبلدية أوبرفيليي نورالدين قدوري من أصول جزائرية عن اليسار القريب من جون ليك ميلانشون، أن قضية المسجد الكبير للمدينة، أخذت في المدة الأخيرة حجما من الدعاية المغرضة بعيدة كل البعد عن حقيقة الميدان على خلفية ما يشاع عن تجميد مشروع إنجاز المسجد الكبير، على اعتبار أن كل الإجراءات الإدارية المتعلقة بالمشروع سليمة ولا تشوبها أي ثغرات، غير أن المشروع يواجه مشكل تهيئة الأرضية قبل انطلاق الأشغال على خلفية تواجد مواد ملوثة على مستوى الأرضية التي تتربع على مساحة 4 آلاف متر مربع، الأمر الذي يتطلب توفير غلاف مالي قدره 550 ألف يورو بهدف إزالة المواد الملوثة حتى يصبح الفضاء صالحا للاستغلال. وفي السياق، تعمل جمعية مسلمي أوبرفيليي بالتنسيق مع أعضاء المجلس البلدي برئاسة السيدة مريم درقاوي على إيجاد الحلول المناسبة لتوفير هذا المبلغ المالي، علما أن الجمعية تسعى من جهتها لجمع الأموال المناسبة لبناء المشروع الكبير بغلاف مالي يقدر بنحو 6 ملايين يورو. هذا، وقد أكد المتحدث في لقاء جمعه مع "الشروق"، على الأبعاد الروحية والاجتماعية وراء فكرة تجسيد هكذا مشروع بالنسبة لجالية مسلمة تشكل حوالي 40 بالمائة من تعداد سكان المدينة، حيث لم تعد الفضاءات الموجودة، تلبي حاجيات الأعداد المتزايدة على دور العبادة القليلة ناهيك عن النشاط الكثيف لهده الأماكن في مجال تعليم القرآن للأطفال وكذا النساء، حيث أنّ الحاجة ملحة لبناء مسجد كبير بكل المتطلبات علاوة على ضرورة توفير مقبرة لموتى المسلمين داخل مدينة أوبرفيليي؛ وهو مشروع فتح للنقاش على مستوى المجلس البلدي، يسير بخطى ثابتة نحو التجسيد بفضل تجند الأغلبية. وحديثه عن مستقبل الأحزاب السياسية التقليدية في فرنسا بعد صعود نجم تجمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، توقع الناشط السياسي والجمعوي نورالدين قدوري تفككا قريبا للطبقة السياسية التقليدية في فرنسا، في ظل العودة القوية لتنظيمات المجتمع المدني وحركات المواطنة على خلفية تعقد المشهد السياسي والاجتماعي على ضوء السياسات المنتهجة من طرف ماكرون، خاصة على الجبهة الاجتماعية بالنسبة للجاليات وكذا المهاجرين غير الشرعيين.