يعتقد رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة غرداية الأستاذ طارق أبصير أن المواطن الجزائري ليس في حاجة إلى حملة انتخابية، ولا إلى أيام الصمت السياسي، ويمكنه المرور مباشرة إلى الإدلاء بصوته؛ لأن أغلب المواطنين حددوا موقفهم، واتضح اختيارهم للقوائم المترشحة قبل انطلاق الحملة الانتخابية، مضيفا أن هذا الواقع السياسي ناجم عن طغيان العروشية على الحزبية، خاصة في مناطق الجنوب مقارنة بالولايات الساحلية. أكد ذات المتحدث أن العروشية هي التي تسهم بشكل ملحوظ في رفع نسبة المشاركة السياسية بمناطق الجنوب، رغم غياب تنفيذ برامج تنموية حقيقية من طرف المنتخبين، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان الأمل في المشاركة السياسية لدى بعض المواطنين. وعن المشهد السياسي المحلي بولاية غرداية، مع انقضاء الحملة الانتخابية، أوضح الأستاذ طارق أبصير ل "الشروق" أن معظم المترشحين ليسوا مناضلين في الأحزاب السياسية قبل الإعلان عن فتح الترشح للانتخابات المحلية، مشيرا إلى أن القوائم الانتخابية في غرداية خصوصا، وفي الجنوب عموما، تعكس صورة محاولة ضمان الأعراش تمثيلها في المجالس المحلية، فتلجأ إلى البحث عن الغطاء السياسي الأنسب لها، من أجل الدخول في غمار المحليات، وهذا ما يحتم على المترشحين التجوال السياسي بين عدة أحزاب في كل موعد انتخابي، وفق ما تفرضه العروشية عليهم. واعتبر الأستاذ طارق أبصير أن الحملة الانتخابية بولاية غرداية ضعيفة جدا، بحيث لم تشهد تجمعات شعبية ضخمة، خاصة من قبل الأحزاب السياسية الكبيرة، ما يوحي بعدم اهتمام الأمناء العامين للأحزاب بولاية غرداية، خاصة أنها مرت على أوضاع عصيبة، وهذا ما يضعف القاعدة النضالية أكثر، ويتسبّب أيضا في عزوف المواطنين عن الانتخاب. وثمّن اهتمام القوائم الانتخابية بمواقع التواصل الاجتماعي لإيصال المعلومة إلى المواطن، في ظل تطور الرقمنة الحديثة.