قالت المخرجة الفرنسية ناييس فان لاير إن الثورة الجزائرية مغيبة من مقررات المنظومة التربوية الفرنسية ولا يعترف بها كثورة، حيث استغرقت فرنسا سنوات وعقود ليتم تعديل مصطلح أحداث الجزائر لتصبح حرب الجزائر. وأضافت المتحدة على هامش ندوة حول مقاربة السينما للتاريخ أن سبب تغييب حرب الجزائر في المدارس الفرنسية "لأنها تقدم نماذج عن الإٍرث العنيف والفكر الاستعماري، ولهذا الأجيال الجديدة في فرنسا لا تعرف شيئا عن الماضي الفرنسي المفعم بالعنف الممارس ضد الجزائريين، لأن المدرسة هي حاضنة الهوية والذاكرة. الذاكرة الفرنسية لم يتم تحرير وتجاوز الطابوهات فيها سوى في السنوات الأخيرة" تقول المخرجة الفرنسية، "وبالتالي لا يوجد أثر لحرب الجزائر لدى الشباب وتم بتر أجزاء مهمة من الذاكرة"، وأضافت "أن ذلك الانفراج والمصالحة مع الذاكرة تغذى في السنوات الأخيرة بالشهادات الحية التي قدمها العديد من المجندين الفرنسيين عبر كتاباتهم حول التعذيب من خلال تجربتهم مع قيادة الجيش الفرنسي في الفترة الاستعمارية، حيث تحرروا من سطوة اللحظة العنفية، ومنهم أيضا من انتحر تحت تأثير الضغط النفسي". وقد تناولت في فيلمها "العيش عبر البصر" محطات من تاريخ نضال بعض الشعوب والأقليات عبر عدسة المصور والصحفي الشهير مارك غارنغر الذي نقل معاناة الجزائريين مع الاستعمار الفرنسي ووقائع الثورة الجزائرية وكذا مقالاته عن معسكرات التعذيب في الإتحاد السوفييتي (الكولاغ) وعلاقته بالشعوب الأصلية بسيبريا، حيث قالت المتحدثة انها أرادت من خلال هذا الفليم وضع الفكر الاستعماري قبالة المرآة للتأكيد ان الاستعمار له أشكال ووجوه عديدة منها الاستعمار الثقافي واللغوي.