كشفت، عائلات عدد من الحراقة، الذين كانوا رفقة محمد بودربالة الذي توفي، مؤخرا، في سجن أرشيدونا بإسبانيا أنّ أبناءها يواجهون ضغطا رهيبا، لكي يقدموا شهادات تبرئ شرطة هذا البلد من دم بودربالة. وذكرت عائلات الحراقة الذين ينحدرون من مدينة مستغانم و بلديتي سيدي لخضر وأولاد بوغالم، في تصريحات ل"الشروق"، أن مجموعة كبيرة من الحراقة، تتعرض هذه الأيام إلى ضغوط تستعمل خلالها السلطات الإسبانية، وسائل ترغيب وترهيب في الآن ذاته، بهدف إجبارهم على تقديم شهادات لدى قاضي التحقيق تتماشى مع رواية الشرطة الإسبانية، والتي تعتبر موت بودربالة عملية انتحار. وكشف عدد من الحراقة في اتصالات مع ذويهم، أن السلطات الإسبانية عرضت عليهم المساعدة في مجال توفير إقامة دائمة وقانونية لهم للعيش في إسبانيا، مقابل تقديم شهادات تعزز رواية الشرطة، غير أن تمسك الحراقة بتقديم شهادات صحيحة حول الطرق والأساليب العنيفة والعنصرية في تعامل حراس السجن والشرطة مع الحراقة من شأنها أن تقلب موازين التحقيق القضائي الذي تطالب به هيأة الدفاع بقيادة المحامية "أمندا" في سياق إجراءات طلب الطعن بالنقض، التي تقدمت بها هيأة الدفاع لدى قاضي التحقيق، حيث سبق لوالد الضحية حمو بودربالة أن صرح ل"الشروق"، أنه يرفض استلام جثة ولده إلا بعد تشريح الجثة من طرف فريق طب شرعي محايد. واستغربت عائلة الحراق، صمت نواب المجلس الشعبي الوطني للدائرة الانتخابية لولاية مستغانم، وعددهم تسعة نواب لم يحركوا ساكنا منذ بداية المأساة، حيث لم يتصل بهم أي نائب للاستفسار حول تطورات القضية التي تخطت حدود الوطن وتحولت إلى قضية رأي عام دولي؛ من خلال مظاهر المساندة القوية التي عبرت عنها منظمات المجتمع المدني في إسبانيا وخارجها.