شنّت، أمس الأول، مصالح ولاية ورقلة حملة كبيرة بمرافقة مصالح الأمن لتهديم البناءات الفوضوية والحظائر التي أنجزت فوق أملاك الدولة قبل سنوات بإيعاز من بعض المتواطئين، منهم "مافيا" العقار الذين حوّلوا أملاك الدولة إلى ملكية خاصة في تحد صارخ للأجهزة التنفيذية. أشهر والي ورقلة عبد القادر جلاوي نهاية الأسبوع سيف الحجاج في وجه ناهبي الأراضي التابعة للدولة، فبعد إعداد إحصاء دام قرابة سنة ونصف السنة أمر ذات المسؤول بهدم كل البناءات العشوائية، خاصة بمنطقة بامنديل على أن تتبع العملية على مراحل بالتنسيق مع القوة العمومية والجهات المختصة التي تراقب تنفيذ العملية. وقال ذات المسؤول، بلغة تحمل الصرامة "لن نسكت مستقبلا عن التعدي على أملاك الدولة ويجب على الجميع أن يعرف أننا جاهزون للتصدي وباسم القانون لكل من تسوّل له نفسه إنجاز حظائر أو منازل فوق أملاك الدولة بطرق عشوائية ومن دون رخصة، كما سنحتفظ بحق المتابعة القضائية ضد كل من يخالف القانون ويتعدى على أملاك الدولة الموجهة أصلا لخدمة المصلحة العامة". وقد شرع في هدم أزيد من 30 بناية قيد الإنشاء واسترجاع مساحة تقدر بنحو 10 هكتارات ستخصص للتجهيزات العمومية والمساكن . وكانت اللجنة المعنية بمتابعة الملف ودراسة الحالات المسجلة والمكوّنة من عدة إدارات، قد أخطرت الوالي بالوضعية المعقدة، سيما النهب الحقيقي للعقار على مدار السنوات الماضية، قبل أن يتقرر الشروع في عملية الهدم على أن تتواصل لاحقا . وسوف تشمل العملية كل البناءات الفوضوية والنهب المفضوح للعقار العمومي في جميع بلديات الولاية منها بلديتا الرويسات وحاسي مسعود، خاصة الحظائر التي نهبت أراضيها وأنجزت من طرف "مافيا" مختصة . ومعلوم أن "مافيا" العقار تعمدت الأعوام السابقة تصوير مساحات كبيرة بالرمال على ارتفاع يزيد عن متر ونصف المتر، قبل الشروع في غرس النخيل والأشجار في خطوة للاستيلاء على أملاك الدولة في وضح النهار، ومنهم من حوّل هذه الأراضي التي تقع في مناطق هامة إلى سوق سوداء مفتوحة يباع ويشترى فيها العقار الشائع من دون أي وثيقة. وقام بعضهم بإنجاز مستودعات وحظائر فوق شبكة الكهرباء عالية الضغط وقنوات المياه والصرف الصحي، بطريقة غريبة ومنهم من أنفق الملايين خارقا القوانين بسكوت مطبق من رؤساء بلديات سابقين. من جهتها استحسنت بعض الجمعيات عملية الهدم، وطالبت من الوالي متابعة "مافيا" العقار أمام العدالة للحد من هذه الظاهرة التي شوّهت بعض أرجاء المدينة وتعد غريبة عن الولاية.