أجواء من الحزن والأسى الممتزجة بالذهول، تلك التي يعيشها سكان الحيين الشعبين، محمد جبلي وحي الهانة بمستغانم، إثر فقدانهم لشابين اثنين يقيمان بمدينة تولوز الفرنسية، حيث تبادلا الضرب بالسلاح الأبيض ما أفضى إلى وفاتهما، في واقعة حدثت الإثنين الفارط، وما تزال أسبابها غامضة إلى حدّ السّاعة. "الشروق" تنقلت إلى حيي محمد جبلي والهانة بمستغانم، ووجدت عائلتي الشابين "ك.رشيد" البالغ من العمر 28 عاما و "س.محمد" 30 عاما، على وقع الصّدمة، غير مصدقين الخبر الذي وقع عليهما كالصّاعقة، كون ابني المدينة قتلا بعضهما في شجار عنيف دارت رحاه في مدينة تولوز الفرنسية. عائلتا الضحيتين رفضتا الحديث عن تفاصيل الحادثة المروّعة، وقالت إنّهما تنتظران نتائج التحقيقات التي باشرتها الشرطة الفرنسية، وكذا تقرير الطب الشرعي، بعد تشريح الجثتين. وحسب ما كشف عنه أصدقاء الضحيتين، فإنّهما غادرا أرض الوطن، منذ حوالي 6 سنوات معا ليعيشا في مدينة تولوز الفرنسية، ما يعني أنّ صداقة وطيدة جمعتهما في مدينتهم الأم مستغانم من قبل أن يقرّرا السفر والعيش معا في الغربة؛ وهي المعطيات التي فجّرت عديد التساؤلات حول الأسباب الحقيقية التي أدّت بصديقين إلى التشاجر بطريقة عنيفة أدّت إلى وفاتهما في ديار الغربة. وإذا كانت عائلتا المغتربين قد رفضتا الحديث عن تفاصيل الجريمة المأساوية، فإنّ الصّحافة الفرنسية تطرقت بإسهاب إلى القضية، حيث وصفت الضحيتين بشخصين دون مأوى، بما يفيد بأنهما يعيشان فوق التراب الفرنسي بطريقة غير قانونية بحسب الرواية الفرنسية. وذكرت تقارير صحفية، أنهما تبادلا الضرب بالسلاح الأبيض، في محطة قطار "ماتابيو" في تولوز، وأن أحدهما ذبح رفيقه، في حين تلقى هذا الأخير طعنة في القفا، بواسطة سكين، علما أن الشجار استعمل فيه سكينان أحدهما من الحجم الكبير من الذي يعرف باسم "بوشية". وتم اكتشاف الجثتين لاحقا، وكانت بعيدتين عن بعضهما بحوالي 20 مترا. وذكر مقربون من الضحيتين، أنّ مدينة تولوز تحولت في السنوات الأخيرة إلى وجهة مفضلة للحراقة من مدينة مستغانم وضواحيها؛ فغالبا ما يتصرف هؤلاء وفق منطق الجماعات من أبناء الحي الواحد، ويشكلون مجموعات يعيدون خلالها إذكاء الصراعات القديمة في ما بينهم؛ حيث سبق وأن شهدت تولوز تقول ذات المصادر في أقل من سنة حدوث جريمة بشعة إثر مقتل شاب من مستغانم على يد أحد أصدقاءه، ينحدران من نفس الحي. وفي انتظار، عودة جثماني الضحيتين إلى مدينة مستغانم، تفيد المعلومات التي وفرها أصدقاء الضحيتين هنا في مستغانم، أنهما ينحدران من عائلتين فقيرتين، كان حلم الهجرة يراودهما منذ مدة بغرض تحقيق حياة كريمة.