ذكر مصدر أمني رفيع المستوى أن المفرزة المشتركة للجيش الوطني الشعبي عن الناحية العسكرية الثالثة في بشار نجحت في ظرف قياسي في القبض على أربعة تجار مخدرات بالمنطقة المسماة "بني عباس" التابعة لولاية بشار واسترجاع ثلاث سيارات تجارية، فيما أطلقت نشرية بحث واسعة النطاق لتوقيف بارون أجنبي من جنسية مغربية يشتبه في وقوفه خلف عملية محاولة إغراق التراب الوطني بكمية 6 قناطير و78 كيلوغراما و200 غرام من الكيف المعالج، التي ضبطتها مفرزة الجيش فجر الأربعاء اثر دورية بمنطقة بني ونيف الحدودية ببشار. وقال المصدر الذي أورد الخبر ل«البلاد"، إن التحقيق الدقيق في هذه القضية الهامة التي أنجزتها قوات الجيش في سياق محاربة الجريمة المنظمة وحماية الحدود مع الجارة المغرب، بناء على تسريبات مصالح الاستعلامات العامة التابعة للجيش، سمح بتحديد هوية التجار الأربعة الموقوفين الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و48 سنة وتوقيفهم، وفي وقت لم يعط المصدر تفاصيل أخرى عن وقائع إيقاف المتورطين وحملة البحث عن الرعية المغربي المتواجد في حالة فرار، لم يخف من جهة أخرى دخول القطاع العملياتي العسكري في تنسيق هام مع مصالح أمن ولاية بشار والمجموعة العاشرة لحرس الحدود التابعة لقيادة الجهوية الثالثة للدرك، لاستمرار العملية الهامة لإيقاف شركاء آخرين في قضية محاولة تعويم الجزائر بالكيف المغربي. وأوضحت المصادر أن مافيا تهريب المخدرات استعانت بمنافذ تهريب في مناطق حدودية تفصل بين الجزائر والمغرب على الحدود الجنوبية تمتد بين "جبل مناطقة" وحاسي شطاح وهي مناطق محفوفة بالمخاطر على مستوى واد "الزاير الفوقاني" بحاسي خبي ببشار تبدو غير مراقبة بشكل تام، واستدعى كما هو معلوم قوات الجيش استعمال مروحية قاعدة الانتشار ببشار للسيطرة على الحمولة التي استغنى عنها المهربون الأربعة، وذلك بعد وقت قصير من استلامها من البارون المغربي حسبما أشار إليه المصدر نفسه. وأفاد المصدر بأن المجموعة الولائية للدرك في بشار تسلمت الكمية الهامة من الكيف باعتبارها الضبطية القضائية المختصة في هكذا قضايا اجرامية منظمة، في وقت أعلن المصدر عن بدء حملة أمنية واسعة من قبل المصالح المشتركة لإيقاف مزيد من المشتبه بهم في محاولة إغراق التراب الوطني بالحشيش المغربي. على هذا النحو، أعطت القيادة الجهوية الثالثة للدرك في بشار، أوامر لعناصرها بتكثيف الدوريات ونقاط التفتيش في المنطقة واستعمال كل الوسائل للقبض على المهربين بما فيها إطلاق النار، والاستعانة بوحدات الطيران الجوي في حال فشل الملاحقة البرية كما حدث في أكثر من مناسبة، في ظل تقاطر عمليات الحجز التي تتم على محور بني عباس، بني ونيف، بعد ضبط أكثر من 32 كلغ من الكيف المعالج بعد يومين فقط من حجز كمية 6 قناطير من السموم التي تتورط فيها عصابات تهريب منظمة مختلطة الجنسيات ينطلق نشاطها من الأراضي المغربية، في حين تحدثت تقارير استعلاماتية عن وقوف نظام المخزن في خط واحد مع المهربين، باعتباره لا يؤتمن ولا يتوقف عن انتهاز الفرص للضغط على الجزائر في إطار سياسة ترويج منتجاته من المخدرات عبر الجزائر.
