البلاد.نت- حكيمة ذهبي- اهتم القائمون على ترتيب بروتوكول، أول زيارة لمسؤول فرنسي، إلى الجزائر، في العهد الجديد، بتفاصيل دقيقة، يوحى من خلالها، رسائل مشفرة تبعث بها الجزائر، إلى باريس، بتحجيم العلاقات في الندية. بروتوكوليا، كان من الوهلة الأولى، يظهر جليا رغبة الجزائر في تبليغ رسالة مفادها وقف للامتداد الفرنسي وإنهاء للاستعلائية في التعامل. فإن كانت الأعراف الدبلوماسية تقول إن أي مسؤول يزور بلدا، يتم استقباله من قبل نظيره، إلا أن ما حصل مع رئيس الدبلوماسية الفرنسية، جون إيف لودريان، مخالف تماما، فالجزائر التي سبق لرئيسها في عهد النظام السابق، أن استقبل رئيسها، "مير" بلدية باريس، عمدت إلى ترتيب بروتوكولي أقل بكثير، حيث استقبل لودريان، بالمطار، من قبل مدير بوزارة الخارجية يعنى بشؤون أوروبا. ثم نُقل رئيس الدبلوماسية الفرنسية، إلى مقر وزارة الشؤون الخارجية، أين عقد اجتماعا مع وفد جزائري يقوده وزير الخارجية صبري بوقادوم. وكانت المفاجأة للفرنسيين، أن الطرف الجزائري يتحدث باللغة العربية، فاضطر الوزير الفرنسي إلى الاستنجاد بمترجم، وهي سابقة في اللقاءات التي تجمع الجزائريين بالفرنسيين، في الشؤون الخارجية. وقف الوزيران الفرنسيان في بهو وزارة الشؤون الخارجية، المكان الذي رُسمت خلفياته بدقة، نصبت لافتة للنشيد الوطني الجزائري، فوق العلم الوطني وخلف الوزير صبري بوقادوم، واختير تنصيب لوحة لبيان أول نوفمبر، فوق العلم الفرنسي وفوق رأس وزير الخارجية الفرنسي. بينهما نصبت صورة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، كتب عليها: "عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية".