كشف معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام ، في أحدث تقرير له، أن الجزائر تصدرت دول شمال إفريقيا في مجال التسليح، متقدمة على كل من مصر والمغرب، فيما يوعز هذا الارتفاع الى الصراع بين الجزائر والمغرب. وقدر المعهد الدولي، في تقرير جديد، حجم النفقات العسكرية في القارة السمراء خلال سنة 2019 بحوالي 41.2 مليار دولار، وتمثل نفقات إفريقيا على التسلح نسبة 2.1 في المائة من إجمالي الإنفاق العالمي خلال السنة الماضية، 2019. الأرقام والرسوم البيانية الواردة في تقرير معهد ستوكهولم أوضحت أن النفقات العسكرية من قبل دول شمال إفريقيا تقدر بحوالي 23.5 مليارات دولار في 2019، وهو ما يمثل 57 في المائة من إجمالي النفقات بالقارة الافريقية.
ويرى المصدر ذاته أن ارتفاع وتيرة التسلح في شمال إفريقيا راجع بالأساس إلى استمرار “التوتر طويل الأمد بين المغرب والجزائر، بالإضافة إلى التمرد والحروب الأهلية في ليبيا”، فيما تجاهل الأزمات التي تعيشها دول محاذية للجزائر من الناحية الجنوبية والتي تعتبر، وفق المراقبين، مبررا لزيادة حجم الإنفاق العسكري في الجزائر. التقرير أشار إلى أن الإنفاق العسكري في منطقة شمال إفريقيا ارتفع بنسبة 4.6 في المائة خلال 2019 مقارنة مع 2018، كما ارتفع حجم التسلح بنسبة 67 في المائة مقارنة مع سنة 2010. وفيما يتعلق بالجزائر، قال التقرير أنها أنفقت في 2019 ما مجموعه 10.3 مليارات دولار على شراء الأسلحة، وهو أعلى رقم في شمال إفريقيا ويشكل 44 في المائة من إجمالي النفقات العسكرية بالمنطقة، إذ ارتفع الإنفاق العسكري بالجزائر بشكل متصاعد منذ سنة 2000 وخاصة في الفترة 2004-2016، التي عرفت ارتفاعا كبيرا في أسعار النفط. وقد جاءت المغرب في المرتبة الثانية متاخرة عن الجزائر، بحجم انفاق قدر بنحو 3.1 في المائة من الناتج المحلي خلال السنة الماضية، وهو ما يعادل 3.7 مليارات دولار على شراء الأسلحة. وأشار التقرير ذاته أن الإنفاق العسكري العالمي بلغ عام 2019 أعلى مستوياته منذ نهاية الحرب الباردة، واحتلّت الولاياتالمتحدة الصدارة من حيث حجم الإنفاق. وقد ارتفع حجم الإنفاق العسكري السنة الماضية إلى 1.917 مليار دولار أي 1.782 مليار يورو في العالم، أي بزيادةٍ سنوية قدرها 3.6 في المائة، وهي الأكبر منذ العام 2010، لكن المعهد يرى أن السنوات المقبلة ستشهد تراجعاً في حجم الإنفاق العسكري، بسبب تداعيات فيروس كورونا على اقتصادات العالم.