هي من جيل المبدعين الشباب، ابنة العاصمة البيضاء، البهجة المحروسة، تدعى ليليا علال صدر لها منذ شهر ونصف عن دار المثقف للنشر والتوزيع، رواية جميلة تحمل عنوان "روح الانسانية" تنوي المشاركة بها في الصالون الدولي للكتاب القادم، تحب النصوص التاريخية الممتزجة بالرومانسية وتعشق أدب الرعب والتشويق والغموض. خليل عدة تحدت ليليا نفسها لتكتب أول رواية لها دون أن تتأثر بأي شخص كان، تقرأ القصة القصيرة والشعر تصنف نفسها ضمن المبتدئين، تكتب أيضا بالإسبانية. في هذا الحوار القصير حديث عن تجربة ليليا وعن الابداع الافتراضي زمن كورونا وعن مشاريعها الابداعية الروائية بالعربية والاسبانية. -من هي ليليا علال؟ بداية أحي قراء جريدة الجزائر الجديدة الكرام وأسلم عليهم. ليليا علال من العاصمة متخرجة من كلية العلوم التجارية تخصص مالية ومحاسبة، كاتبة في مجال الأدب الرومانسي، التاريخي وكذلك أدب الرعب والتشويق والغموض، صدرت لي رواية "روح الإنسانية" عن دار المثقف للنشر والتوزيع، وتندرج تحت نوع الروايات التاريخية بحلتها الرومانسية. حائزة على عدة شهادات، في الكتابة الإبداعية، فن الخطابة والإلقاء وشهادات في مجال تطوير الذات (شهادات الكترونية بعد المشاركة في دورات تدريبية ذاتية)، مشارِكة في مهرجان بدر الربيع الدولي، ويبقى الهدف من كتاباتي نشر الطاقة الإيجابية، بعث الروح والأمل في زمن اليأس. -"روح الانسانية" باكورة أعمالك ما قصتها؟ هي رواية تندرج ضمن النوع التاريخي المكسو بحلة رومانسية، وهي تتناول القيم الإنسانية والمبادئ التي ينشأ عليها الفرد، وتركز على أخلاقه ومعاملاته للآخرين، بغض النظر عن انتمائه ورغبات محيطه، وتربط هذه الرواية مفهوم الإنسانية بنقطة جد حساسة ألا وهي الحرب، لأنه خلال هذه الفترة من تاريخ البلدان المحتلة أو المستعمَرة عنوة وظلما، يتجرد المستعمِر من إنسانيته ويعامل الآخرين بوحشية تحت شعار وذريعة الوطنية الزائفة، كما تتناول الرواية أيضا قصة حب تربط بين البطل الملازم الأول جوزيف والبطلة الممرضة زهرة. وفي الرواية تسليط للضوء على روح الانسانية التي صارت كالشبح في هذه الدنيا، لأن الاكثرية باتت تهتم بمصالحها الشخصية فقط ولو على حساب غيرها. الانسانية ليست مجرد فعل او تصرف ما يثبت درجة وعيك الانساني هي عبادة جبر الخواطر، كلمة تفتح بها قلبا، إبتسامة تسعد بها وجها وحكمة تنير بها عقلا. -كيف تعاملت ليليا مع الحجر والوباء؟ صحيح أن الوباء أثر في الناس جميعا وكثيرا من الناحية النفسية وكان التعايش معه في البداية أمر جد صعب، لكن بالنسبة لي، لم أشعر بالملل إطلاقا عند فرض الحجر لأنني بيتوتية، فتكيفت بسهولة بعض النظر عن حالة الخوف والضغوط التي مررنا بها، وكنتُ أقسّم وقتي بين الكتابة وبين أشياء أخرى أقوم بها بصفة يومية، لا أخفي أنني لم أستطع الكتابة خلال الأيام الأولى من تفشي الوباء بسبب الخوف والتوتر الذي كنا نشعر به، وهذا ما منعني من التركيز والتأليف خاصة أنني أفضل الكتابة عندما أكون هادئة ومسترخية، لكن بعد ذلك تكيفنا مع الوضع وعدت لعملي مجددا؛ ندعو الله سبحانه وتعالى أن يرفع هذا الوباء ويحفظنا بحفظه التام. -هل شاركت ليليا في مسابقات فيسبوكية؟ وهل أنت معها؟ أكيد، هذا النوع من المسابقات يحفز الشباب ويجعلهم يبدعون أكثر ليصلوا إلى تحقيق أهدافهم؛ وهناك مسابقات وطنية وأخرى دولية "عربية"، لكن يبقى المشكل الوحيد عادة في هذا النوع من المسابقات "الوطنية" هو دفع حقوق المشاركة، وهذا لا يحصل في المسابقات العربية مثلا، طبعا المشرفون عليها لديهم تبرير وهو أن تكلفة النشر مرتفعة نوعا ما، لكن من الضروري إعادة النظر في طريقة التنظيم وإيجاد ممولين لدعم هذا النوع من المسابقات لتفادي هذا المشكل مستقبلا، وحتى تُتاح فرصة المشاركة للجميع على حد سواء. نعم طبعا، كان لي شرف المشاركة بقصص قصيرة "أقصوصات" وخواطر في مسابقات دولية "عربية" وأنا أنتظر صدور النتائج بعد أيام. -كيف كان القفز من عالم من المالية إلى الكتابة الأدبية؟ المالية والمحاسبة مجال يستوجب التركيز العالي والدقة الكبيرة في الإنجاز، أما الكتابة فهي تَحرر من كل الأغلال والأصفاد وامتثال الى دواعي الجمال والابداع، وهو عالم جميل جدا أحبته منذ الصغر ولعل بضع صفحات لم تكن لتكفيني للتعبير بحرية عن كل ما يجول بخاطري وبداخلي ولذلك اخترت الكتابة الروائية لاتساع مساحة البوح فيها، ولتجردها من القيود التي تفرضها الفنون الأدبية الأخرى. -لمن تقرأ ليليا وبمن تأثرت من القدماء والمحدثين؟ بالنسبة للروايات، لم أقرأ أي رواية قبل تأليف روايتي الأولى "روح الإنسانية"، لقد تحديتُ نفسي وأردتُ من روايتي أن تكون بأسلوبي الخاص وأفكاري الخاصة دون التأثر بروايات أخرى، لكنني أقرأ القصص القصيرة والشعر خاصة قصائد العصر الجاهلي عنترة بن شداد، عروة بن الورد والعصر الأموي والإسلامي "قيس بن الملوح"، وفي الشعر الحديث أعشق قصائد نزار قباني. كان بإمكاني الخوض في الشعر لكنني فضلت بإرادتي ولوج عالم الرواية لإكتشاف قدراتي في هذا الفن الأدبي الجميل الذي لم يسبق لي وان قرأتُ لأحد من رواده. -هل تقرأ ليليا للمبدعين الشباب؟وأين تضع نفسها؟ الشباب المبدعون يسيرون بخطى ثابتة واثقة نحو القمة، وهذا فخر كبير لنا. وأنا أطالع أعمالهم التي يُشاركون بها عبر الفضاء الازرق ومواقع التواصل الاجتماعي، ويمكنني القول أنه لا خوف على الأدب الجزائري ما دامت الساحة الأدبية تزخر بهم. أما بالنسبة لي، فأنا لا أزال في بداية الطريق ولذلك أصنف نفسي ضمن المبتدئين الذين يطمحون إلى طبع بصماتهم في سجل الأدب العربي. -كيف ترى عالم الكتابة واعد أم صعب؟ التوزيع هو الحاجز الأكبر أمام الروائي والكاتب بشكل عام، فيجد نفسه يركض هنا وهناك لتسويق كتابه وتوزيعه، وهنا أنتهزه هذه السانحة وأفتح قوسا لأشكر المسؤولة عن توزيع كتابي "عائشة هديبل" التي تقوم بمجهودات جبارة لايصال الكتب إلى أيدي القراء الكرام في 48 ولاية. بالنسبة لرأيي المتواضع بخصوص عالم الكتابة الذي أرى أنه صعب نوعا ما، لأن البيئة لا توفر لنا المناخ المناسب للعمل والإبداع، فأصبح من الضروري التفكير في ترقية الكتابة والمجال الأدبي إلى المرتبة التي يستحقها وأن يتم رسم خطط كتلك التي رسمَتها الدول الراقية الغربية في معاملتها للكتّاب والمبدعين، لأننا نريد أن نبدع داخل وطننا الغالي وليس خارجه. -المعارض التي شاركت فيها ليليا في الأنترنت؟ في الوقت الراهن، تقريبا كل شيء مشلول بسبب الوباء العنيد، بما فيه المعارض الوطنية والمهرجانات، أما بالنسبة للصالون الدولي للكتاب بالجزائر "سيلا" فلم يحصل لي الشرف المشاركة فيه بعد، لأن كتابي صدر قبل شهر ونصف فقط، لكنني سأشارك فيه بروايتي "روح الإنسانية" إن شاء الله. أما بالنسبة للمهرجانات، فكان لي شرف المشاركة -قبل عدة أيام- في مهرجان بدر الربيع الدولي الذي كان عن بعد، وتلقيت دعوة لحضور مهرجان دولي آخر والذي بدوره سيكون عن بعد بسبب الظروف التي يعيشها العالم، وما فعله كوفيد -19 بالكرة الارضية. -ماذا عن أعمالها القادمة؟ سمعت أنها حقيقية؟ تماما، فكرة الرواية مستوحاة من قصة وقعت بالفعل مع إنسانة أعرفها تمام المعرفة، لكن سيغلب على تركيبتها الابداعية الخيال بالتأكيد للأمانة والخصوصية، الرواية اجتماعية ورومانسية، وتتناول قصة جد مشوقة بطلتها مهندسة ديكور. -وماذا عن الكتابة بالإسبانية؟ الإسبانية هي لغة أعشقها منذ الصغر وتعلمتها بمفردي عبر الأنترنت وبمساعدة صديقاتي من إسبانيا وأمريكا اللاتينية والجنوبية، في البداية كنت أكتب الخواطر وبعدها اتجهت لكتابة يومياتي، واليوم أصبح هدفي كتابة رواية كاملة باللغة الإسبانية خاصة بعد إلحاح صديقاتي، وهدفي ليس الشهرة بل هو ايصال رسائلي إلى قراء هذه اللغة الجميلة الذين يعشقون الروايات سواءً كانت رواية مكتوبة أو رواية مصورة.