فتحت قضية الجماجم المستعادة من فرنسا نهاية الأسبوع المنصرم، المجال واسعا امام مطالب اخرى تتعلق بالذاكرة، ومنها استقدام شهداء الثورة التحريرية المدفونين على التراب الفرنسي. وفي هذا الصدد، دعا رئيس مرصد محاربة معاداة الإسلام في فرنسا، عبد الله زكري، السلطات الجزائرية الى مواصلة الضغط على السلطات الاستعمارية من استرجاع بقايا الشهداء الذين استشهدوا على الاراضي الفرنسية ابان الثورة التحريرية.
وقال زكري ان ودادية الجزائريين باوروبا احصت كل الشهداء الذين سقطوا على التراب الفرنسي، سواء في السجون او تم اعدامهم، وتم دفنهم في فرنسا، مشيرا الى ان البعض منهم تم نقلهم الى الجزائر، فيما لا يزال البعض الاخر هناك، وهم الاكثرية، وفق المتحدث.
وقال زكري:" ما اتمناه هو ان تقوم الحكومة الجزائرية، بما يجب تجاه هذه الفئة من الشهداء الذين دفعوا هم ايضا حياتهم من اجل الاستقلال، مشيرا الى ان عملا من هذا القبيل من شانه ان يساعد على تقوية اواصر الاخوة بين الجزائريين، في الضفتين الشمالية والجنوبية للبحر الابيض المتوسط.
وكشف عبد الله زكري عن وجود لجنة تعمل على هذا الصعيد منذ سنوات، وانها تلقت دعما من قبل عائلات هذه الفئة من الجزائريين الذي ماتوا من أجل قضية بلادهم.
ويوجد من بين هؤلاء من كانوا منضوين تحت لواء فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، الذين عاشوا في فرنسا بعد الاستقلال، وقال زكري ان هوياتهم موجودة بين ايدي اعضاء ودادية الجزائريينبفرنسا، واستند زكري على طلب كهذا، باستقدام رفات شاعر الثورة ومؤلف النشيد الوطني، قسما، مفدي زكريا، الذي مات في تونس في العام 1977، ونقل ليدفن في مسقط راسه ببني يزقن بغرداية.
وجاءت لفتة عبد الله زكري بعد استقدام الجزائر 24 جمجمة من جماجم المقاومين الذي استشهدوا عند مواجهتهم جيش الاحتلال الفرنسي قبل نحو 170 سنة من الآن، وهي الخطوة التي وصفت بالكبيرة لكنها قضية واحدة فقط من بين قضايا الذاكرة العالقة بين البلدين من قبيل تسليم الارشيف الوطني وكذا تقديم الاعتذار للشعب الجزائري من قبل المستعمرة السابقة وتعويض ضحايا التجارب النووية .