حدوث عشرات الحرائق المهولة في أكثر من عشر ولايات في وقت متزامن، وفي فصل شتوي بارد، لا يمكن أن يكون بفعل الطبيعة ولا أن يكون عفويا أبدا، وأي محاولة لتبرير ما حصل من دمار هائل هي عملية تجافي المنطق والدلائل، ويجعل من اصحابها جماعات " تبربرية" غير قادرة على فهم واستيعاب المخاطر الضخمة والمخططات الجهنمية التي تستهدف الجزائر حاليا، خاصة بعد نجاحها في المرور السلمي خلال الحراك، وموقفها الرافض للتطبيع مع الصهاينة. هذا يعني : أن هناك قوى خفية لا تعجبها حالة الاستقرار النسبي الذي تعيشها البلاد، وتجاوزها بسلام للكثير من المحطات الحساسة مثل الحراك والاستفتاء على الدستور، من دون أن تحدث أي انزلاقات أمنية خطيرة، والأهم من كل ذلك، فإن هذه القوى لا تعجبها الجزائر التي لا تهرول للتطبيع، ويجب تصفية الحسابات معها. كما يعني أن سياسة الارض المحروقة التي كانت في التسعينات تلوح برأسها من جديد، وان الدولة اذا لم تظهر هيبتها في مثل هذه الظروف التي لا تختلف عن ظروف اعلان الحرب من قوى معادية.. فإن المستقبل سيكون قاتما، حين لن يكون بالامكان استدراك ما فات من تراخي، لأنه سيكون حينها قد فات الأوان.