تقوم السلطات الفرنسية منذ خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي هاجم فيه الإسلام، بممارسات عنصرية ومعادية للجالية المسلمة في هذا البلد، الذي يدعي الحرية والمساورة والأخوة، ويعتبر نفسه حام للديمقراطية وحقوق الإنسان. وفي هذا الصدد، اتهمت وزيرة حقوق الإنسان الباكستانية، شيرين مزاري، السلطات الفرنسية بمعاملة المسلمين بطريقة مهينة، شبهتها بالكيفية التي تعاملت بها ألمانيا النازية مع اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، لتضاف بذلك إلى التحضيرات التي تقوم بها الحكومة الفرنسية من أجل محاصرة المسلمين بقوانين جائرة تعد لها، والتي ينتظر أن تفجر غضبا كبيرا في حال اتجهت نحو تجسيدها على أرض الواقع. وقالت الوزيرة الباكستانية في تغريدة لها إن "ماكرون يفعل بالمسلمين ما كان يُلحِقه النازيّون باليهود"، في تصريح خطير، أثار حفيظة الحكومة الفرنسية، التي نفت هذا الاتهام، لكن يبدو أن المسؤولة الباكستانية لم تكن لتغرد على هذا النحو، لو لم تكن لديها معلومات يقينية. واتهمت باريس بمعاملة التلاميذ المسلمين معاملة تمييزية مقارنة بغيرهم، قائلة "إنّ لدى الأطفال المسلمين أرقامًا تعريفيّة مثلما كان يتمّ إجبار اليهود على وضع النجمة الصفراء على ملابسهم من أجل التعرّف إليهم"، ما يعني أن فرنسا ماكرون تنزلق يوما بعد يوم نحو القطيعة مع المسلمين. وقد سارعت المتحدّثة باسم وزارة الخارجيّة الفرنسيّة إلى النفي، وقالت في بيان "أطلق أحد أعضاء الحكومة الباكستانيّة على مواقع التواصل الاجتماعي عبارات صادمة ومهينة للغاية بحقّ رئيس الجمهوريّة وبلادنا"، ووصفت هذه التصريحات ب"المقيتة" وبأنّها "أكاذيب وقحة مطبوعة بإيديولوجية الكراهية والعنف". وتوجد العلاقات بين فرنسا والعديد من الدول العربية والإسلامية في وضعية لا تحسد عليها، أدت إلى دعوات متواترة بمقاطعة السلع الفرنسية، وهي الدعوات التي أوجعت باريس، بدليل إقدام وزارتها للخارجية، على الدعوة إلى وقف هذه المقاطعة.
ويحمل الكثير من الفرنسيين وغير الفرنسيين، المسؤولية فيما يحدث من تصعيد للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي دافع على نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، خلال مراسم تكريم أقيمت للمدرس سامويل باتي الذي قُتل بقطع رأسه في 16 أكتوبر في فرنسا بعد عرضه هذه الرسوم على تلاميذه في المدرسة.