تتجهُ الأنظار يوم غد الإثنين، نحو الاجتماع الوزاري ال 18 ل "أوبك+"، الذي تم تأجيله مرتين مُتتاليتين من طرف أعضاء لجنة المُراقبة الوزارية المشتركة، بسبب رغبة الإمارات في رفع إنتاجها. وجاء هذا القرار بعد ساعات طويلة من المُحادثات بين أعضاء لجنة المراقبة الوزارية المُشتركة لدول "أوبك" وحلفائها، أمس الأول، بعد أن أظهرت الإمارات رغبتها في رفع انتاجها وحالت دون التوصل إلى اتفاق نهائي وهو ما قد يبقي على قيود أكثر تشددا للإنتاج، فيما يجري تداول أسعار النفط حاليا عند نحو 75 دولارا للبرميل بارتفاع يزيد على 40 بالمائة منذ بداية العام، في وقت يرغب المستهلكون في المزيد من الخام لدعم التعافي العالمي من جائحة كوفيد-19. وحسبما تسرب من الاجتماع وتداولته وسائل الإعلام الأجنبية فإن الإمارات أوقفت اتفاقا يدعمهُ أكبر المنتجين وهُما السعودية وروسيا لزيادة الإنتاج مليوني برميل يوميًا بحول نهاية 2021 وتمديد بقية القيود القائمة إلى نهاية 2022 بدلا من إنهائه في أفريل القادم. ولم يستبعد مراقبون دُوليون إمكانية توجه الأوضاع نحو التأزم في حالة ما إذا عرقلت الإمارات التوصل إلى أي اتفاق، إذ أجمعوا على أن تلك التخفيضات المتبقية ستظلُ سارية على الأرجح أو انهيار الاتفاق، وفي هذه الحالة قد تضخ جميع البلدان الخام بالقدر الذي تُريده. ونقلت وكالة "رويترز" أن الإمارات تسعى لأن يتحدد خط الأساس لإنتاجها عند 3،8 ملايين برميل يوميًا مُقارنة بالمُستوى الحالي والمُقدر ب 3،168 ملايين برميل يوميًا، وهُو ما يعني ضم مزيد من النفط في السوق، وفي هذه الحالة سيتعين على بقية المنتجين قبول زيادة أقل. وحسب التقارير ذاتها لا تُعتبرُ الإمارات الدولة الوحيدة التي تُطالب برفع مُستوى الإنتاج بل هُناك دُول أخرى مثل أذربيجان والكويت وكازاخستان ونيجريا وأيضا روسيا فهي تُصرُ على ضخ المزيد من النفط في السوق. ورجح الدُكتور والخبير الاقتصادي أحمد الحيدوسي، إمكانية الإبقاء على نفس المستويات مع زيادة طفيفة لليبيا بحوالي 50 ألف برميل إضافي بعد استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية فيها إضافة إلى فنزويلا التي تطالب بزيادة طفيفة لمواجهة الأوضاع المالية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها فهي على وشك الإنهيار وكذلك إيران بعد التوقيع على الاتفاق النووي. وقال الحيدوسي ل "الجزائر الجديدة"، إن أسعار البترول وانخفاضاتها لها علاقة بالمتغيرات التي تشهدها الساحة الدولية حاليًا وأبرز هذه المُتغيرات الفتور الذي يُخيمُ حاليًا على العلاقات الأمريكية السعودية وتوجه هذه الأخيرة نحو الصين بدليل الصفقات الكبيرة التي عقدتها معها. وتوقع الحيدوسي استقرار أسعار النفط في حدود 80 و 90 دولارا للبرميل الواحد بسبب تراجع جائحة كورونا وارتفاع الطلب العالمي على هذه المادة إضافة إلى قائمة المشاريع العملاقة التي أطلقتها أمريكا.