مع الارتفاع المطرد لحالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد و تنامي التحديات الاقتصادية و الاجتماعية ، يجد الجزائريون أنفسهم على موعد مع دخول اجتماعي استثنائي و ذلك بالرغم من ان ارتفاع أسعار النفط بشكل ملحوظ من شأنه تخفيف وطأة الأزمة المالية التي تعصف بالاقتصاد الوطني. الى غاية الثلاثاء ، سجلت المصالح الصحية عددا من الإصابات بفيروس كورونا وصلت عتبة الألف اصابة وهو ما يؤكد المقاربة التي اعلن عنها أطباء مختصون من أن الجزائر هي الآن في صلب الموجة الثالثة من الوباء لا سيما مع انتشار سلالة " دلتا" التي نشأت أولا في الهند ، و هي سلالة سريعة الانتشار وأشد فتكا من السلالات الأخرى. وسبق لمختصين في الصحة أن أعلنوا عن أن الجزائر بحاجة إلى نسبة تلقيح تصل إلى 60 بالمائة من عموم السكان من اجل الوصول الى مناعة القطيع، غير أن هذه التقديرات وصلت إلى سقف أعلى مع انتشار سلالة "دلتا" لينصح مختصو الصحة بنسبة تلقيح تصل الى 80 بالمائة من عموم السكان مع توصية بأن تصل نسبة التلقيح إلى 25 بالمائة من عموم السكان مع الدخول الاجتماعي القادم. ويتزامن هذا الديكور مع وضع اقتصادي قاتم يميزه جمود الآلة الإنتاجية و ضعف التصدير خارج نطاق المحروقات و ذلك بالرغم من البرنامج الطموح الذي كشف عنه في وقت سابق الرئيس عبد المجيد تبون من أجل الوصول إلى تصدير 5 ملايير دولار من السلع و الخدمات خارج نطاق المحروقات مع نهاية السنة الجارية 2021. ويبدو هذا الهدف صعب المنال في ظل المشاكل التي تعانيها المؤسسات الاقتصادية و لا سيما العمومية منها و لكن أيضا ضعف البيئة الجاذبة للاستثمار التي يشتكي منها المتعاملون حيث ينتظر أن يصدر قانون استثمار جديد يعرض على البرلمان و على نحو يتم معه إلغاء كل المعوقات التي لاتزال تضغط على خلق المشاريع الجديدة المدرة للانتاج و لا سيما في مجالات واعدة تشمل الفلاحة ، الصناعة الغذائية و الصناعات الصيدلانية والطاقات المتجددة. ورغم ارتفاع محسوس لأسعار النفط التي لم تتزحزح تحت ال 70 دولارا للبرميل بفعل تعافي الطلب العالمي إلا أن الأكاديمي في علوم الاقتصاد هواري تيغرسي يعتقد أن " كثرة الأموال لا تغني عن إصلاحات اقتصادية جادة تضع قاطرة الاقتصاد على سكتها الصحيحة".