أدى انقطاع المياه في فصل الصيف الموسوم بالحرارة الشديدة إلى خروج العديد من المواطنين إلى الشارع ، تعبيرا عن غضبهم ، في عدة مناطق بالعاصمة و لا سيما الابيار و هراوة والرغاية. وتعتبر هذه الوضعية نتيجة طبيعية لثلاثة مواسم متتابعة من الجفاف عرفتها الجزائر مما أدى الى نقص حاد في نسبة ملئ السدود ، ومما أدى أيضا إلى تعقيد الوضعية هو غياب الاستباقية لدى مختلف الحكومات المتعاقبة من اجل إيجاد حلول لنقص المياه في بلد يضم 45 مليون نسمة. وكانت آخر الأرقام التي قدمتها الوكالة الوطنية للسدود و التحويلات تشير إلى متوسط امتلاء السدود عبر الوطن بنسبة 44 بالمائة فقط ، و إن كانت الوضعية تعتبر مقبولة في ولايات الشرق الجزائري إلا أنها تبقى جد صعبة في ولايات الغرب و الوسط التي تعرف انقطاعات متكررة في التزود بالمياه الصالحة للشرب. وسبق لمسؤولي القطاع أن أكدوا في أكثر من مناسبة تناقص نسبة المياه في السدود و لو بتفاوت من منطقة إلى أخرى حيث تبقى هذه المنشات في حاجة إلى تساقط قوي للأمطار من اجل العودة الى الامتلاء ، ودفعت هذه الوضعية مسؤولي القطاع الى اتخاذ إجراءات تهدف إلى الاقتصاد في التزود بالمياه من أجل ضمان الحد الأدنى للاستهلاك على الأقل إلى حلول الشتاء القادم وهو ما انعكس سلبا على سيل المياه عبر الحنفيات التي وصلت إلى معدل يوم بيوم كما هو الشأن في كثير من أحياء في العاصمة. ويعول مسؤولو القطاع على التخفيف من حدة هذه الوضعية عن طريق محاربة تسربات المياه و كذا تكثيف حفر الآبار من اجل تعويض نقص المياه في السدود، الذي خلفه شح الأمطار و ذلك بالتوازي أيضا مع الانجاز المرتقب لعدة محطات لتحليه مياه البحر التي يتطلب انجازها وتشغيلها عدة أشهر من ألان.