لا تزالُ عديد المُمارسات التجارية غير قانونية تفرض نفسها بقوة، في وقت تُواصل سلالة "دلتا" من فيروس كورونا المُستجد التي اكتشفت لأول مرة في الهند توسيع رُقعته في مُختلف ولايات الوطن وحصد الأرواح يوميًا، فلا مكان لإجراءات الوقاية في هذه الأسواق الفوضوية ونادرًا ما تُصادف تاجرًا أو زبونًا يرتدي كمامة فكلهم يضربون عرض الحائط شروط السلامة الصحية وحتى أخلاقيات الممارسة التجارية عرض الحائط. "الجزائر الجديدة" نزلت إلى أحد الأسواق الفوضوية الشهيرة وهو السُوق اليومي بحي درقانة ببلدية برج الكيفان وتجولت في أروقته الضيقة التي تعج بالنسوة في الفترة الصباحية، حيث وقفنا على جملة من التجاوزات والخروقات في مقدمتها عدم احترام التدابير الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا المُستجد كوضع الكمامة واحترام مسافة التباعد الاجتماعي دُون أن ننسى غياب المعايير الصحي للسلع المعروضة للبيع بطريقة عشوائية خاصة الاستهلاكية السريعة التلف كالأجبان بمختلف أنواعها واللحوم الحمراء والبيضاء التي تباع على طاولات خشبية مثلما مثل الخضر والفواكه رُغم أن درجات الحرارة بلغت هذه الأيام مستويات قياسية. طوابير طويلة ولا مُتناهية تُصادفك عند جميع التجار كالخباز والجزار وبائع الخضر والفواكه وحتى عند باعة "الشيفون" الذين يتمركزون وسط السوق، فالجميع في هذا المكان همهم الوحيد اقتناء ما يريدون وآخر همهم جائحة كورونا رغم أن سيارات الإسعاف لا تتوقفُ صفارتها طيلة اليوم وحتى أخبار الموت صارت تعجُ بهذه البلدية والبلديات المُجاورة لها، يحدث هذا في غياب أي رقابة. ويبدو أن الأسواق الفوضوية تبقى خارج حسابات ولاة الجمهورية رُغم أنها تُعتبرُ من أبرز بؤر تفشي هذا الوباء القاتل الذي خطف أرواح أزيد من 4 آلاف جزائري منذ فيفري 2020. بالمُقابل يُطالبُ سكان حي "411" بقهوة شرقي، بإزالة السوق الفوضوية الواقعة بالقريب من المجمع السكني لما تُشكلهُ من تهديد للصحة، خاصة في ظل توافد العشرات من المواطنين عليها خاصة في الفترة المسائية. وأكد سُكان يقطنون بالحي المذكور أن توسع السوق الفوضوي يعود إلى ارتفاع عدد الباعة فيه يومًا بعد يوم، ويتسبب يوميا في ازدحام مروري خانق خاصة وأنه مُحاذي للمركز التجاري، تُباع فيه أجهزة مختلفة مثل الهواتف النقالة والأحذية وقطع غيار السيارات. وكشف القاطنون بهذا الحي أنهم تواصلوا مرارًا وتكرارًا مع السلطات المحلية وحتى الأمنية من أجل إزالته خاصة في الظرف الراهن بسبب الظرف الصحي الصعب الذي تمر به البلاد غير أن جميع مُحاولاتهم باءت بالفشل ولازال الباعة الفوضويون يفرضون منطقهم بالقوة. يحدثُ هذا في وقت قررت السُلطات المحلية في كل الولايات تقريبًا فرض رقابة صارمة على العديد من النشاطات التجارية للحد من انتشار الفيروسات القاتلة، متجاهلة الأسواق الفوضوية الكُبرى المنتشرة في المدن والأحياء الكبرى، رغم أن أطباء ومختصون في الفيروسات سبق وأن حذروا من خطر انتشار هذا النوع من التجارة بسبب عدم التقيد فيها بالإجراءات الوقائية اللازمة كوضع الكمامات واحترام مسافة التباعد الاجتماعي.
