الفوز الذي عاد به أشبال رفيق صايفي بفضل هدف عزي كاد أن يحول ملعب 20 أوت الى مأتم وفرحة محبي المولودية الى حزن بعد نشوب شجار عنيف بين مختلف الأطراف المشاركة في اللقاء. اللقاء في جانبه الرياضي جرى في ظروف عادية لكن ما بعد المباراة كان خارج الاطار ومبادئ التنافس الشريف والروح الرياضية. أنصار النادي المحلي أصيبوا بخيبة أمل فتروكوا الملعب ومن بينهم أشباه أنصار بقوا في المدرجات بل اقتحموا الأرضية مستفيدين من هشاشة النظام الأمني في المباراة واعتدوا بكل أساليب العنف على لاعبي المولودية وكاد أن يحدث مالا يحمد عقباه، بحيث تعرض ما لا يقل عن 5 لاعبين للضرب المبرح ما دفع البعض لتسلق السياج الفاصل بين المدرجات والملعب للاحتماء لدة الأنصار على غرار ما قام به حشود الذي تعرض لجروح عميقة خلال التسلق فيما استسلم البقية للضرب وللعنف أمام مرأى الحضور الذين صبوا الزيت على النار عوض اخمادها. منع تنقل الأنصار لم يعد كافيا ما حدث في البرج أمر مخز، كما كان عليه الحال في سطيف مؤخرا لما فازت الشبيبة القبائلية وتعرض محبوها في المدرجات الى الضرب وقطعت أصابع البعض منهم أمام صمت المسؤولين الذين لم يصدروا أية عقوبة في حق أنصار الوفاق ما شجع بشكل طبيعي أنصار البرج الذين انتهجوا نفس الأسلوب الا أن المستهدفين هذه المرة كانوا اللاعبين. وكانت الرابطة بتدخل من السلطات العليا قد أصدرت مؤخرا قرار اجراء مباراة المولودية و«السياسي» بدون جماهير الفريق الضيف لتفادي حدوث كارثة حقيقية وهو ما تم تفاديه بأعجوبة لكن ما حدث في البرج يعني أن القرار المتخذ والذي فكرت الفاف في تعميمه مستقبلا لن يكفي ان لم توفر الحماية لجميع أطراف المباراة من لاعبين وحكام وحتى سلك الامن الذي صار على ما يبدو غير آمن وغير مؤمن وهي معادلة يصعب ايجاد حل لها وتجعل محبي الكرة يطالبون بايقاف دوري المهازل ريثما يتم التفكير في حل ناجع يتم من خلاله انهاء المهزلة، وعلى جميع المستويات والأقسام لأن ما يحدث في الدوريين المحترفين ربما أقل مما لا نشاهده في وزسائل الاعلام والذي ينخر الكرة الجزائرية من أسفل درجاتها التي يعيش لاعبوها جوا من الترهيب في كل نهاية أسبوع. الويكلو ينقذ البرايجية وتملك السلطات الأمنية حلولا استعجالية يرجح أن يتم تشغيلها كاعادة الشرطة الى الملاعب بشكل أوسع كما كان عليه الأمر في السابق بحيث كانت قد قررت الانسحاب في وقت سابق من تأمين اللقاءات ووضعت الكرة في مرمى المسؤولين الذين لم يوفقوا بل أن البعض استعمل هذا «النفوذ» لزرع الخوف في صفوف الأنصار واللاعبين والاستفادة من هذا «الشغور الأمني» لتحقيق مصالح شخصية ومواصلة تكسير الكرة الجزائرية من أعماقها. هذا واستنكر أنصار المولودية بعد المسيرين الاعتداءات وتحدث البعض منهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن ضرورة رد الصاع صاعين وهو ما يؤكد فرضية زرع الفتنة الذي وفق فيه من كان وراء هذه الأحداث ومن تواطأ مع تنفيذها، بحيث سيحل فريق أهلي البرج الأسبوع القادم ضيفا على العاصمة لللعب أمام شباب بلوزداد ولحسن الحظ أن اللقاء الذي سيجري في ملعب 20 أوت العاصمي سيجرى فير غياب الجمهور بعد العقوبة المسلطة على الشباب بسبب العنف الذي ميز لقاء شباب بلوزداد واتحاد العاصمة، لكن هذا لا يعني أن ما حدث سيتناساه أنصار العميد خاصة أن التنقلات الى العاصمة عديدة وهذا ما يضع السلطات الأمنية في مأزق، فكيف ستتصرف رابطة مدوار لإيقاف نيران الفتنة؟