الفريق أول السعيد شنقريحة من الناحية العسكرية الثالثة    وزارة الشؤون الخارجية توضّح    القادة يُشدّدون على توحيد المواقف وتكثيف التشاور    لعقاب ينهي مهام مديرين    هوية رقمية للجزائريين    اجتماع حول استراتيجية المركز الوطني للسجل التجاري    80 بالمائة من الجزائريين يستفيدون من الأنترنت    هذا جديد سوق السيارات في الجزائر    مجلس الأمة يشارك في مؤتمر بإسطنبول    غزّة على رأس أولويات الجزائر    غزّة تحت القصف دائماً    مولودية الجزائر تقلب الطاولة على شباب قسنطينة وتبلغ نهائي كأس الجزائر للمرة العاشرة    الاستخدام العشوائي للنباتات الطبية.. عواقب وخيمة    الجزائر تشارك في معرض تونس الدولي للكتاب    تأسيس جائزة وطنية في علوم اللغة العربية    اختتام ملتقى تيارت العربي للفنون التشكيلية    فلاحة: السيد شرفة يبحث مع نظيره التونسي فرص تعزيز التعاون    مباراة اتحاد الجزائر- نهضة بركان : قرار الكاف منتظر غدا الاربعاء كأقصى تقدير    قسنطينة: السيد عون يدشن مصنعا لقطع غيار السيارات ووحدة لإنتاج البطاريات    فتح صناديق كتب الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس الموقوفة على جامع الجزائر    وزير الداخلية: استلام 134 منطقة نشاط مصغرة مع نهاية 2024    وهران: إيفاد لجنة من وزارة التربية الوطنية للنظر في أسباب سقوط سقف لقسم بمدرسة ابتدائية    تكتل ثلاثي لاستقرار المنطقة ورفاه شعوبها    الجامعة العربية تجتمع لبحث تداعيات استمرار جرائم الاحتلال    تقرير دولي يفضح ادعاءات الكيان الصهيوني حول "الأونروا"    ضرورة توفر وسائل إعلام قوية لرفع التحديات    الرقمنة طريق للعدالة في الخدمات الصحية    الشفافية والصرامة في إعداد دفتر شروط التجهيزات الطبية    العماني: مواقف الجزائر مشرفة في المحافل الدولية    التحكم في الرقمنة لتحسين خدمات قطاع العدالة    لا تزال الأزمة تصنع الحدث في الساحة الرياضية: بيان رسمي .. اتحاد العاصمة يعلّق على عدم إجراء مباراته أمام نهضة بركان    لا مفر من الرحيل عن ليل: بعد إهانة ليل.. صديق آدم وناس يكشف "المؤامرة "الفرنسية    محطة تضمن 50 رحلة طويلة يوميا ومؤسسة حضرية هامة    شلالات "كفريدة" تستعيد جمالها    الحاجة الاقتصادية والاجتماعية لضبط عروض التكوين في الدكتوراه    سايحي يشرف على افتتاح اليوم التحسيسي والتوعوي    سقوط عامل من الطابق السادس لعمارة    90 بالمائة من الأبناء يفشلون لعدم الاهتمام بمواهبهم    العاصمة.. إحصاء 248 مشروع تنموي في مختلف القطاعات    المنتخب الوطني يتعادل أمام نظيره التونسي    إشادة ألمانية بأول تجربة لشايبي في "البوندسليغا"    بلومي هداف مجددا في الدوري البرتغالي    ماندريا يُعلّق على موسمه مع كون ويعترف بتراجع مستواه    قصف ومجازر وسط القطاع واقتحامات للمسجد الأقصى    تمنطيط حاضرة للعلم والأعلام    الوقاية خير من العلاج ومخططات تسيير في القريب العاجل    رجل الإصلاح وأيقونة الأدب المحلي    مطالب بحماية الشعب الصحراوي من الاضطهاد المغربي    دعم الإبداع والابتكار في بيئة ريادة الأعمال    معالجة 245 قضية إجرامية    حج 2024 : استئناف اليوم الثلاثاء عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    القرار سينفذ هذا الصيف: منع كراء عتاد الاستجمام و زوارق النزهة بشواطئ عنابة    منصّة رقمية لتسيير الصيدليات الخاصة    حكم التسميع والتحميد    الدعاء سلاح المؤمن الواثق بربه    أعمال تجلب لك محبة الله تعالى    دروس من قصة نبي الله أيوب    صيام" الصابرين".. حرص على الأجر واستحضار أجواء رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إليك 16 درسا ملهما لتعيش حياة مُرضية

فقدموا إلينا نصائحَ متعددة تتراوح بين الإشادة بالعفوية والتحذير من الوقوع في الندم.
نص المقال
هناك مفارقة تقع في قلب الحكمة. نحن نقر أن تصوراتنا الذاتية عن العالم قد تكون معيبة للغاية، فهذا التحيز الدفين في كل منا هو عينه ما صممت المنهجيات العلمية للتغلب عليه. في الوقت نفسه، نجد أن الحكمة هي حصيلة مباشرة للخبرات الشخصية المعاشة. ولقد لجأ موقعنا إلى كبار علماء السلوك الذين تشمل خبراتهم المجالين، بحثا عن دروس حياتية لا تغفل المفارقة السابق ذكرها. في هذا التقرير، ستحظى بلمحة عن شخصية كل من العلماء المساهمين، لكنك ستتلقى معها نصائحا قيمة، تساعدك على التمتع بحياةٍ ذات معنى.
تشكيل حياتك
تمنح الحياة فرصا للعيش بعفوية. والعفوية، في رأيي، هي الطريقة المناسبة لمعالجة الخوف والروتين، وكل منهما أداة إنسانية هامة، لكن يجب ألا نسمح لها بالهيمنة. يعيق الخوف والروتين تقدمنا، ويجعلانا قابلين للتنبؤ. أما العفوية فتفتح الباب أمام الإبداع والسعادة، وما تضفيه علينا من عدم القابلية للتنبؤ هو أحد أسباب نجاحها في ذلك.
لكن العفوية لا تعني الاندفاع، فالأخير يعكس فرطا في الطاقة وسوءا في إصدار الأحكام. كما أنها ليست مرادفا للعشوائية، فليس السلوك العشوائي باستجابة لدعوة من البيئة تقابل نزوعا داخليا موافقا لها. العفوية هي الترحيب بفرصة عمل بهدف تحقيق مكسب تجريبي، دون تخوف من احتمالية غياب المردود المبهج.
تعلي التنشئة الاجتماعية والتثاقف من شأن مصالح الجماعة والمجتمع. وينصب اهتمامهما على قيامنا بالتصرف "الحسن" والمتوقع. لكن العفوية، وفقا للمنظور الاجتماعي، مصدر إزعاج. في المقابل، يملك الكائن الحي (أنت وأنا) اهتماما صادقا باكتشاف إمكاناته الخاصة. ولا سبيل إلى تحقيق هذا الهدف إلا بالاستكشاف والتجريب. يتوجب على الكائن الحي السعي وراء الخبرة، كيفما كانت، والتمتع بها قدر الإمكان، والتعلم منها.
يظل الشخص العفوي (لكن ليس المندفع أو العشوائي) منتبها إلى مصالح الآخرين، والأخطار بعيدة الأجل التي تهدد رفاهيته. لا علاقة بين العفوية والتصرفات غير العقلانية. وهذا هو سبب فشل العديد ممن اجتازوا مرحلة الطفولة في استيعاب حجم المردود الذي تعدنا به العفوية. يمكننا استعادة العفوية ورعايتها بخطوات بسيطة. فلا تمتنع عن سلوك الطريق نفسه عند العودة إلى المنزل فحسب، بل كن مستعدا أيضا للتوقف، وشم الأزهار، والتحدث إلى شخص غريب. أنت تجهل كُنه الخير الذي سيعود عليك من ذلك، وإدراكك ذلك هو المعرفة الحقة.
عندما بدأت التزلج، في منتصف عقدي الرابع، أذهلتني نوعية التعليمات، على الأقل في البداية. لست رياضيا، ومع ذلك رفعتني الدروس الجماعية إلى ما يسميه المتزلجون "الهضبة المتوسطة". صرت قادرا على شق طريقي إلى الأسفل عبر مختلف المسارات، وإن كنت لا أفعلها بصورة جمالية. لكن لم يكن تحقيق مزيد من التقدم أمرا يسيرا. شخص المدربون مشكلتي: قالوا إنني لم أغادر "المقعد الخلفي" بعد. كان ظهري مثقلا بوزني الذي أحمله صعودا وهبوطا. كنت بحاجة إلى التسليم، إلى الوثوق بالزلاجات، إلى السماح لها بشق الثلوج.
أصبحت مغادرة المقعد الخلفي صورة مركزية عندي. صرت أستعين بمصطلحات التزلج خلال مناقشة الحميمية. أما عن التعافي من الاكتئاب، فقد تطرقت في كتابي الجديد "جيد، على نحو عادي" إلى سيرة التزلج وما يلزمنا لتحقيق التوازن. واستخدمت نموذج المريضة التي تستهدف القيام بكل شيء، على أكمل وجه، فورا: "الإقلاع عن المخدرات، والتوقف عن التسكع مع رجال لا يهتمون بأمرها، والاستيقاظ مبكرا، وتناول أطعمة صحية، وإغلاق التلفاز، وممارسة اليوغا، وزيارة الكنيسة، وتناول الدواء الموصوف بانتظام، والتحدث بصدق معي".
الكتابة هي مجال آخر يتطلب الالتزام. يضع المحررون خطوطا حمراء أسفل الكلمات التي لا تروق لهم، ويرسمون دائرة حول الجمل الطويلة. ولا تكون التغييرات البسيطة كافية أبدا. إنما يحتاج الأمر إلى مواجهة التساهل بشكل عام، واعتناق منهج "قتل الأعزاء" -مصطلح ينسب إلى كتاب عدة، يقصد منه التخلي عن العناصر غير المناسبة وإن كانت عزيزة عليك- عن طيب خاطر، وهو ما يعني التزام الكاتب بالمشروع بأكمله: وتيرة الأحداث، ونبرة الصوت، ودقة المعاني، والحلم الخيالي.
لن تخلو نتائج أي محاولة تصحيح ذاتي من قصور ما. لكن محاولة التعامل الصارم مع المشروع كله، لا هذه المهمة فحسب، ومواجهة الخوف والقبول بالخسارة، ستأتي بفائدة لا محالة، وذلك ما تعلمناه من التزلج.
انتبه إلى قيمة هذا الفضول الطاغي
تذكر ذلك الشعور، صباح أول أيام الأسبوع: يجر معظم الآخرين أنفسهم إلى العمل. لكننا - نحن الباحثون- لا نطيق الانتظار كي نبدأ العمل. لماذا نُجري الأبحاث؟ يسيطر علينا موضوع البحث فنرغب في معرفة المزيد عنه، لملء الفجوات الواضحة في أرضيتنا المعرفية. وعندما نحصل على أي فرصة لإجراء بعض الأبحاث، نعمل طوال الليل والنهار. ليس لأن أحدهم يجبرنا على ذلك، بل لأننا - بكل بساطة - نريده.
إلا أن الأمر لا يخلو من الأضرار. يلعب هوس العلماء بموضوع بحثهم دورا هاما، لأن التفكير المطول هو السبيل إلى الاكتشاف. لكن هذا لا يجعلنا أزواجا وأفراد أسرة صالحين، أو ضيوف عشاء لطفاء. نحن نفضل قضاء الوقت في المختبر أو في كتابة تلك الورقة العلمية، وإن كنا لن نعترف بذلك.
لا يجني أغلب العلماء الثروة. لكن معظمهم يعيشون في الغرب حياة معقولة، رغم وجود لحظات قاسية، مثل منحة ترفض، أو تجارب تفشل، أو نتائج بحث يسبقك أحدهم إلى نشرها. بشكل عام، نحن نحيا حياة مرضية جدا. ونتفهم الدوافع التي تتحكم في الموسيقيين والفنانين والكُتَّاب. إنهم يبدعون، ونحن نكتشف.
دٌّر إذا توقف العالم عن الدوران
أنا أكرس حياتي لفهم الرفاهية وتعزيزها في العالم. ولما كنت أدرس مواضيع متعددة في نفس الوقت، سهل على الأفكار التلاقح معا، وتسنى للإبداع بلوغ ذروته.
صممت أدمغتنا لتبدع المحتوى، لا لتتشبث بما هو قائم. إن استخراج المعلومات وإيداعها في وثائق يسهل استرجاعها أمر ضروري. عن نفسي، أحتفظ بنسخة إلكترونية من يومياتي على جهاز الحاسب الآلي، إضافة إلى مفكرة حقيقية في كل ركن من المنزل. كذلك أستعين بالدعم الخارجي لأداء المهام التي تتطلب تحكما بالنفس، وأربط الأنشطة اليومية بالمحفزات البيئية. فالروتين الآلي يحسن كفاءتي، ويفتح الباب أمام الصدفة على مصراعيه، رغم التعارض الذي قد نتوهمه بينهما.
أملك قائمة لا نهاية لها من الإخفاقات في جميع مجالات الحياة. عندما أردت القيام بالدراسات العليا، رفضتني خلال السنة الأولى للتقديم 16 جهة من أصل 17. (لكني تلقيت في العام التالي منحة قيمتها30,000 $). مكثت بعد الرفض عدة ساعات أتفكر في الردود التي تلقيتها، للاستفادة منها. فعندما تمارس عملا له هدف حقيقي، يكون التعافي من الصدمات أكثر سهولة.
عندما يتعلق الأمر بالعمل، إن لم يكن هناك شخص منزعج، فلا شك أنك مخطئ في أمر ما. أنا أبحث في المناطق التي لا يلتفت إليها أحد، وهو ما يؤدي أحيانا إلى إسهامات إبداعية، وأحيانا إلى طرق مسدودة. إن كنت تدور في وقت يتوقف فيه الجميع تقريبا عن الدوران، فستزعج أحدهم. هذه هي كلفة التمرد.
مواجهة الشدائد
توقع ما لا يتوقعه أحد، وإن لم يكن ذلك على هواك، ولا كان تغييره ممكنا، فتقبله. قبل خمسة عشر عاما، حدث لي ما لم أكن أتوقعه. تحولت ما بدت لي عدوى فيروسية حادة إلى مرض مزمن. في ذلك الوقت، كنت ضمن فريق كلية الحقوق بجامعة كاليفورنيا، وكنت نشطا في مجتمعي. أجبرني هذا التحول المفاجئ على التخلي عن فصلي الدراسي والعالم الخارجي، مقابل حياة داخل منزلي، على فراشي في أغلب الأوقات. كنت غاضبا مكثرًا من جلد ذاتي. احتجت أعواما لكي أدرك أن المعركة التي أخوضها ضد ما لا يمكن تغييره، كانت تضيف إلى معاناتي الجسدية ألما نفسيا.
شجعني هذا الإدراك على إلقاء نظرة واقعية على الحالة الإنسانية، بما فيها طبيعة الحياة غير المتوقعة، والعجز عن التحكم في كثير مما يجري. لم تكن مواجهة هذه الحقائق بصورة مباشرة أمرا سهلا، لكنها -رغم كل شيء- منحتني الحرية: تغيرت بؤرة اهتمامي، بدلا من التركيز على مميزات حياتي السابقة، صارت الأولوية لما هي عليه الآن، ومكنني ذلك من تشييد حياة جديدة. بدأت في تنمية التعاطف الذاتي. وبدلا من استخدام طاقتي الذهنية في محاربة وضعي الجديد، تعلمت التحدث بلطف مع نفسي، كما كنت لأتحدث مع حبيب يحتاج مواساة. هكذا يسعني القول، "إن النجاح في تجنب هذا الكم الكبير من المناسبات الخاصة أمر شديد الصعوبة".
عندما بدأت التعامل بلطف مع نفسي، حدث شيء مثير للدهشة. لم يقتصر الأمر على انخفاض معاناتي الذهنية، بل صرت قادرا على رؤية الفرص المتاحة أمامي أيضا. ومن مرقدي على فراشي، بدأت دراسة الموسيقى الكلاسيكية. بدأت في رعاية شجيرات البونساي داخل المنزل. بدأت في الكتابة عن الألم والمرض المزمن، في محاولة لمساعدة من يخوضون معارك مماثلة. لقد منح ذلك حياتي هدفا مرة أخرى. جاء في كتاب داوديجنغ، "تلك الشجرة التي لا تستطيع الانحناء، ستكسرها الريح". ولقد استطعت التأقلم مع عواصف الحياة دون انكسار، بفضل توقعي ما لا يتوقعه أحد.
مارس فن التجاوب الهادئ
في مؤتمر حول الثقافة وعلم النفس قبل 20 عاما، روت متخصصة صينية في علم النفس الثقافي قصة ترى فيها تلخيصا لنظرة فلسفة "الزن" إلى الحياة. سيفيدك الاستماع إليها إن كنت قد واجهت في أي وقت مضى تجربة بدا لك فيها أن أسوأ الأقدار كانت من نصيبك.
كان هناك مزارع، استيقظ صباح يوم فوجد حصانا بريا هام في الأرض فانتهى به الحال داخل مزرعته. قبض الفلاح عليه، وجاء جيرانه يباركون له حظه المدهش. ومن ناحيته، اكتفى المزارع بهز كتفيه. في اليوم التالي، حاول ابنه ركوب الحصان فأطاح به عن ظهره بعنف ليسقط وتكسر ساقه في عدة مواضع. جاء جيران المزارع لدعمه والترويح عنه بعد هذا الحظ العثر. فقام المزارع بهز كتفيه ببساطة. في اليوم التالي، مر الجيش بالقرية لتجنيد جميع الشبان، لخوض حرب في مقاطعة بعيدة. وبسبب إصابة الابن، نجا من التجنيد. ولما جاء جيران المزارع لتهنئته على حسن حظه، هز كتفيه مرة أخرى.
الدرس المستفاد، بالطبع، هو عدم المبالغة في ردة الفعل على ما يصيبك من خير أو شر. إذا هجرك حبيبك، أو فقدت وظيفتك، أهذا أمر سيئ يستحيل احتماله؟ أتريد حقا البقاء حيث لا يريدك أحد؟ ربما ستجد علاقة أو وظيفة أكثر ملائمة لك. لكن عندما تجد علاقة أو وظيفة جديدة رائعة، تجنب الاعتقاد بأن جميع مشاكلك قد ولت. فكل علاقة تنطوي على كلفة، وكذلك كل وظيفة أيضا.
كف عن القلق حالا
اعتراف: أنا شخصية قلقة من طراز رفيع. أعطني بعض الفراغ الذهني، ولن أجد في ملئِه بالمخاوف الكبيرة والصغيرة أدنى عناء. لكني تعلمت درسا سهل عليّ بلوغ حالة روحية خالية من أي قلق (على الأقل لبعض الوقت). فعلى مدى السنوات العشر الماضية، أجريت مقابلات مع مئات من كبار السن حول النصائح التي يرغبون في نقلها إلى الشباب الأصغر سنا. كان هناك سؤال أطرحه دوما ألا وهو "ما الذي يستطيع الشباب فعله لتجنب الندم في سنواتِهم اللاحقة؟"
كنت أتوقع سماع أمور ضخمة مثل الخيانة الزوجية أو الصفقات المشبوهة. لم أتوقع أن يوجه إلينا الكبار هذه النصيحة: كف عن القلق. كلما جلس عجوز ليعيد التفكير في حياته، سمعت نسخة مختلفة من "أتمنى لو أني استغرقت وقتا أقل في القلق"، أو "أشعر بالندم على قلقي الزائد من كل شيء". لا شك أن كثيرا منهم، من موقعهم هذا، في هذه السن المتأخرة، يشعرون أنهم لو حصلوا على فرصة لتغيير أفعالهم السابقة، فسيرغبون في استعادة كل الوقت الذي قضوه في تسميم واقعهم بتأملاتٍ مستقبلية عديمة الفائدة.
لا يرى كبار السن مشكلة في التخطيط. لكن ما يريدون منا التوقف عن فعله، هو التفكير المتكرر الذي لا معنى له في ما لا يمكن تغييره. فالحياة من منظورهم، أكثر قصرا من إهدارها في قلق من أمور لا نملك التحكم فيها. أوضحت ماري التي تعدت الثمانين هذه النقطة "علمت أن الشركة تعتزم تسريح عدد من العاملين، فأفسدت الأشهر الثلاثة التالية في القلق، رغم عجزي عن فعل أي شيء حيال ذلك". صمتت قليلا، "ومن موقعي هذا، أتمنى لو كنت قادرة على استعادة هذه الأشهر الثلاثة".
الآن، عندما أبدأ السقوط في بئر القلق الأبله من المشاكل الكبيرة والصغيرة، أفكر في نصيحة كبار السن. أتخيل 1500 جد وجدة يصرخون في وجهي "إن القلق يبدد حياتك الثمينة، كف عن القلق". الآن، أنجح أحيانا في إيقاف القلق المجهد للذهن. وما دمت قادرا على ذلك، فكذلك يستطيع أي شخص آخر.
لا تتخلى لحظة عن حس الدعابة
حافظ على حضور حس الدعابة في جميع الأوقات. لأن ممارسة الفكاهة تقودك إلى التعافي، واستعادة الحياة، والخلاص. يمكنك تحويل أسوأ اللحظات إلى أكثر القصص طرافة. تتيح لك الفكاهة استعادة صفاءك الروحي بعد فترات الدراما، والخيانة، والفقد، والخوف. إنها إعادة تدوير للمشاعر في صورتها المثلى. فعندما تحول الحدث إلى قصة، لا يبقى بعدها مجرد أمر أصابك. تصبح أنت المتحكم. وإذا اختزلته في نقطة محددة، يمكن للفكاهة أن تكون الأداة التي تنتصر بها على هذا الحدث الذي يحاول القضاء عليك، أيا ما كان.
أمسك بزمام الوقت.. انتهزها وأنت قادر على ذلك
في الثالث من (أبريل/نيسان) مِن عام 1968، ألقى مارتن لوثر كينج ما يعرف باسم خطبة "قمة الجبل"، في معبد ماسون بمدينة ممفيس، بولاية تينيسي. لم أكن أعرف أن رسالة كينج قد تجاوزت الحقوق المدنية، التي قدم لها في اليوم التالي أعظم تضحية ممكنة.
يستخدم جميس كروكس -زميلي في العمل والفيلسوف بجامعة بيشوب في كيبك- خطبة "قمة الجبل" للتفرقة بين طريقتين للتفكير في الزمن: رؤية أرسطو للمفهوم اليوناني القديم "كرونوس" (الزمن المجرد، بوصفه صيرورة أو تتابع)، و"كيروس" ( اللحظة المناسبة، لحظة المصيبة أو الفرصة) كما بينها الفيلسوف هيدجر. ولهذا الفارق تأثير على طريقة عيشنا للحياة.عندما نفكر في الزمن بشكل مجرد، تبدو لنا كل لحظة مماثلة لنظيرتها حسنا. يسمح لنا هذا المنظور بممارسة لعبة التسويف السحرية، حيث يخفف المستقبل المنتظر من قلق الحاضر، فنرجئ نية العمل إلى الغد.
لا يتحدث الكيروس إلى الزمن مجردا، بل إلى تجسيده في حياتنا. يمكننا رؤية ذلك في حالة مدمنة الكحول، التي تقف أخيرا بعد سنوات من الإنكار، في إحدى لقاءات منظمة مدمني الكحول المجهولين، وتنظر إلى ماضيها، فتبصر عواقب أفعالها وجها لوجه. أو في مبادرة رجل في منتصف العمر، يقرر إخضاع نفسه لبرنامج رياضي ونظام غذائي صحي، بعد سنوات من إهماله هذه الأمور.
فبعد اتخاذ القرار، والتصالح معه، وتوحيد الماضي والمستقبل في اللحظة الحاضرة: لا مكان لخفة اليد هنا. كان كينج مدركا للخطر الذي ينتظره، وهو يتحدث في معبد ماسون، لكن -كما قال- ببساطة "سوف نمضي قدما!"، كانت هذه هي اللحظة المناسبة. قدم لي والدي، صاحب السبعة والثمانين عاما الآن، المدرك لزمنية الحياة، هذه النصيحة مؤخرا "انتهزها وأنت قادر على ذلك". لا يوجد في ذلك مفهوم مجرد للزمان، إنه الوقت الذي نملكه فحسب. إن كل لحظة هي لحظة يكون فيها الماضي والحاضر على المحك؛ كل لحظة هي اللحظة الحاسمة، اللحظة المناسبة".
انتبه للفرص التي ستلكم نفسك يوما بسبب ضياعها منك
لقد ساعدتني قراءة أبحاث علم النفس حول الندم في تحقيق كثير من لحظات التعالي (ترنسندنتالية) في حياتي. تُظهر الدراسات التي أجراها توم جيلوفيتش وزملاءه اختلافا كبيرا بين ما يندم عليه كبار السن وما يندم عليه الشباب. يندم الشباب عادة على إتيانهم تصرفات محرجة أو أفعال سببت لهم المشاكل. مثل الغش في الامتحانات، أو محاولة لمواعدة شخص يميلون إليه قوبلت بالرفض.
في المقابل، كانت كبرى أسباب ندم كبار السن الذين يقضون عقدهم الثامن أو التاسع هي الأشياء التي لم يفعلوها. مثل عدم تعلم رقصة السوينج، أو عدم تغيير مجال التخصص حين كان ذلك ممكنا. عندما يميل الشباب إلى تجنب المخاطر والإخفاقات المحتملة، لاعتقادهم بأن ذلك سيجنبهم الندم على أي نتائج سيئة، فإنهم يفوتون فرصا سيندمون على عدم استغلالها حين يتقدم بهم العمر. إن قيام البالغين الأصغر سنا بتنمية القدرات العقلية اللازمة للسفر عبر الزمن أمر مفيد لهم. تخيل نفسك في سن متقدمة، تفكر مليا في سنواتك المنقضية. فكر في الخبرات التي يغلب على الظن أن النسخة العجوزة منك ستندم على عدم اقتناصها. ومن ثم، احرص على اكتساب هذه الخبرات وأنت لم تزل صغيرا كفاية للقيام بها.
في عقدي الرابع، أدركت أني سأندم على عدم تعلم عزف الساكسفون. بدأت الدروس، على أمل التحول إلى عازف جيد في غضون عشر سنوات. وبعد 15 سنة، صرت عازفا في فرقة، وحظيت بكثير من الخبرات المتعالية التي لم أكن لأحصل عليها أبدا لو لا معرفتي بما يندم عليه الناس لاحقا.
اهتم بالصورة الأبعد
في مرحلة ما، ستصنع سردية لحياتك الماضية، وتعرضها أمام نسختك المستقبلية، ربما يحدث ذلك في الخامسة والأربعين أو في الخمسين. ما القصة التي سترويها عن نفسك حينئذ؟ هل ستتمنى لو أنك كنت قد أرجئت إنجاب أطفال، ثم لم تنجب أبدا، هل ستشعر أن حياتك تفتقد أمرا هاما، حينما يلهو أقرانك مع الأحفاد؟
إن فكرتنا عن الشخص الذي نأمل أن نكونه، تشكل هويتنا الحالية بصورة جزئية. ومع الانتباه إلى هذا المنظور المستقبلي، خاصة عند مواجهتك قرارات كبيرة، ربما تكون ذاتك التي تمنيتها هي الذات نفسها التي حققتها.
احترم ذاتك المستقبلية
عندما تنظر إلى الماضي، ستجد أن معظم حياتك قد حادت بشكل ما عما خططت له. فالأحداث العشوائية تؤثر بعض الشيء على حياتك. ولا يخلو الأمر أبدا من انتكاسات. تحتاج إلى تقبل هذه الحقيقة: عندما يتعلق الأمر بمستقبلك، فإن أي شيء قد يحدث. لذا، لا تتخلى عن نفسك بسهولة، وانتبه إلى أن الفشل جزء من قواعد اللعبة.
توقع دائما أنك ستكون قادرا على النجاح مستقبلا، بغض النظر عما حدث في الماضي. واسمح لذاتك المستقبلية (الشخص الذي ستكونه) بالتمتع ببعض مزايا الشك. إن تجاوز الفشل، والإيمان الصادق بالنفس، هو مزيج يربح دوما.
خلال التدريس لطلبة الجامعة، الذين لا يجيدون التعامل مع الفشل عادة، وجدت أن قصتي قد تكون إرشادية بدرجة كبيرة. لقد بدأت سنواتي الدراسية بجامعة كونيتيكت بروح لا مبالية، وهي جامعة تحتل المركز السادس في تنظيم الحفلات على مستوى البلاد، وهو مركز شعرت أنني ملزم بالحفاظ عليه. لقد حصلت على نصيبي من الفشل. لكني أدركت في مرحلة ما أن ذلك ليس السبب الذي جئت إلى هذه الجامعة من أجله، فانكببت على الكتب. ثم تخرجت بتقدير عام جيد جدا، كان تقديرا كافيا لفتح بعض الأبواب الموصدة أمامي.
ها أنا الآن بعد تسلحي برسالة الدكتوراه، رئيس قسم أكاديمي كبير، لدي فريق مذهل من الطلاب الباحثين، ننشر أعمالنا بشكل دوري. كما أنني أستعد لنشر كتابي السابع. رغم ذلك، يمكنني تذكر عدد من الإخفاقات يفوق عدد النجاحات بنسبة هائلة، مثل وظائف لم أحصل عليها (ما زلت بانتظار المكالمة، يا هارفارد)، ومشاريع بحثية فشلت في تحقق هدفها، وطلبات منح رفضت. لقد أثمرت فروعي حقا في تربة الفشل. توقع الفشل، وتعلم دروسه، واسخر منه، وامض قدما في كل الأحوال.
اغتنم التجربة.. لا تكتفِ بالنظر، لاحظ كل شيء
عندما تولى فيدل كاسترو حكم كوبا في عام 1959، طلبت عائلتي اللجوء وفرت من البلاد. لم نكن مهاجرين، فلقد أردنا العودة دائما. وكان استقبال الولايات المتحدة لنا كمنفيين من حسن حظنا. وبالنسبة إلي، أنا الطفل، كان جهلي بالإنجليزية عائقا بالطبع، لكنه كان نعمة أيضا، فقد علمني الملاحظة.
لا النظر فقط، بل الملاحظة أيضا. كيف يتحدث الناس؟ ما المسافات التي تفصل بينهم؟ ما الذي أحتاج إلى فعله لكسب الأصدقاء والاحتفاظ بهم؟ من يحبني؟ ممن يتوجب الحذر؟ أي شخص على اجتنابه؟ كيف أحول العدو إلى صديق؟ ما المسافة التي يتوجب الحفاظ عليها خلال الحديث؟ أي درجة من الصوت المرتفع تعد إزعاجا؟ ما الذي على فعله عندما لا أفهم قواعد لعبة كرة السلة، أو الكرة الطائرة، أو كرة القدم، أو كرة المضرب؟ من على التسكع معهم ومن علي اجتنابهم؟ عندما يغنون أغنية "ماري والحمل الصغير"، ماذا أفعل؟ فأنا لا أعرف ماري، ولا هدف الأغنية. كان لدي الكثير من الفضول، والعديد من الأسئلة.
تعلمت الاعتماد على لغة عالمية، لغة قابلتها في كوبا من قبل: لغة الجسد. علمت أن بإمكاني الاعتماد على الرسائل غير المنطوقة، أيا كان ما يقوله الناس. تدرك سريعا من يحبك، ومن لا يزعجه وجودك، ومن لا يحبك وقد يسبب لك الأذى، والمعلومة الأخيرة هي الأهم. تدرك من يسعك التخفف من أحمالك معه، ومن عليك الحذر منه لأنه لا يحب الأطفال الجدد، أو لعله لا يحب هذا الأجنبي الذي لا يتحدث الإنجليزية.
بدأت ملاحظة وفهرسة ما يشعر به الناس، وما يشغل ذهنهم، وما ينوون فعله، وما يرغبون فيه، وكانت الرسائل غير المنطوقة هي سبيلي إلى ذلك، منذ فترة مبكرة. أتاح لي ذلك التعامل مع واقعي الأميركي الجديد، ومساعدة أبوي. كذلك ساعدني لاحقا في حياتي المهنية، عميلا خاصا لمكتب التحقيقات الفيدرالي (وظيفة تقوم بالأساس على مراقبة الناس).الخبرة
المعاشة معلم جيد
إن صنع شيء من الا شيء، والانتقال من ألف إلى باء، أمر منعش وغير مألوف وصعب التحقيق. عن نفسي، كانت الأبوة، بمعنى تعلم كيفية الاعتناء بطفلي، تكاد أن تكون خلقا جديدا. ورد في صحيفة بور ريتشاردز ألماناك مرة "تظل التجربة مدرسة باهظة التكاليف، لكن الحمقى لا يتعلمون إلا فيها". ولما كنت شخصا قضى معظم حياته محاولا جمع الحكمة من أذهان وكلمات الآخرين، فقد شعرت منذ اليوم الأول لولادة طفلي أني أحمق ضائع، عدت ثانية إلى منهج التجربة والخطأ لينير لي خطاي في درب الأبوة.
في البداية، بدا الطفل في حاجة إلى أمه، ولم أكن أعرف الطريقة المناسبة للتواصل معه. لكن زوجتي كانت تقضي عددا جنونيا من الساعات في المستشفى، حيث تعمل كطبيبة مقيمة. عندها حصلت على إجازة أبوة، سمحت لي بقضاء عامين مع طفلي، قضيت معظمهما في نشاطات تجمع بيننا وجها لوجه. ورويدا رويدا، عثرنا على طريقنا. وما أزال حتى اليوم ملجأه متى احتاج عونا أو سلوى. تربطنا علاقة قوية، شيدت على مر هذه الساعات الطويلة. ربما لن يتذكر هذه الأوقات عندما يكبر، لكني سأثمن له دوما نقلي من ألف إلى ياء، ومساعدتي لكي أصبح أبا.
لم أتفهم والدي إلا بعدما أصبحت أبا، خاصة إصرار أمي المستمر على اعتباري طفلا وإخباري بما يتوجب فعله. حينما ينظر أحد الوالدين إلى طفله بعد أن كبر، يمر أمام عينيه شريط من الأوقات المشبعة بالعواطف، يرى جميع هذه السنوات والذكريات التي قد ولت.
نحن نبالغ في تقدير الراحة
منذ فترة قصيرة، طلبت من مدرس مساعد إعطاء محاضرة ما. فأجابت: "لكني لا أشعر بالراحة عند التحدث أمام جمع كبير". في البداية، تملكني الذهول. ما الذي تفعله هذه الفتاة في مسار مهني يؤدي غالبا إلى وظيفة تدريسية؟ ثم تذكرت: إنها تنتمي إلى جيل تربى على الإعلاء من شأن المشاعر، والانتباه إلى الإشارات التحذيرية التي ترسلها الحياة.
كانت النوايا الطيبة هي مصدر هذه الأفكار، حالها كحال كثير غيرها. لكن الفكرة تحورت حتى غدت تحذيرا من أي شئ قد يقلق راحة الإنسان. هذا مفهوم يؤدي إلى نتائج عكسية، وأحيانا خطرة. لا يمكننا التحصن من كل مخاطرة أو تحدٍّ. فلو حدث ذلك، لن نتعلم شيئا أبدا. إن أفضل سبل التصالح مع أمر ما، وإجادته أيضا، هو فعله، حتى مع وجود رهاب حاد. خلال فترة الدراسات العليا، كان رفض المجلات الأكاديمية لأوراقي يدمر نفسيتي. بدا لي ذلك إثبات لخطئي في اختيار التخصص. ظننت ذلك لن يتكرر متى "تمكنت من أدواتي". وها أنا اليوم، بعد نشر أكثر من مائة وعشرين ورقة، ما تزال ترفض أوراقي في المحاولة الأولى غالبا. لكن ذلك لم يعد يدمر نفسيتي، وإن لم أكن أشعر بالارتياح عند تسلمي الرفض بالطبع. ولا شعرت بالراحة خلال تدوين كتابي الأول. لقد وجدت في ذلك معاناة.
لكن لو أن الأوراق اجتازت مرحلة المراجعة دون رفض، لخرجت في صورة أقل جودة. ولو أني قررت التوقف عن تأليف الكتاب، أو عدم البدء فيه من الأساس، لشعرت براحة أكبر في هذا الوقت، لكني كنت سأخسر الفرص التي أتاحها لي. إن كنت تشعر بالراحة، فأنت لا تتعلم. ليس افتقاد الشعور بالراحة بسبب لرفض أية فرصة، بل هو سبب لاغتنامها.
ضع أهدافا ممكنة
هؤلاء الذين درسوا علم النفس تخصصا من بيننا، تزداد احتمالية امتناعهم عن تطبيق دروسه عمليا. وأنا أقر بذنبي، رغم توقفي في مرحلة ما عن النفاق. أولا، طبقت نتائج بحث حول تحديد أهداف الحياة الشخصية والمهنية، للتغلب على اعتيادي الرضا بكل ما هو جيد بدرجة معقولة. وضعت أهدافا واضحة، وقابلة للقياس، وواقعية، ومحددة زمنيا. فقررت -على سبيل المثال- الوصول إلى منصب ما في عُمرٍ ما، وحددت المهام اللازمة لتحقيق ذلك.
كما استخدمت علم النفس المعرفي لمعالجة الأرق. فبدلا من الاستلقاء على الفراش بذهن يجترُّ الماضي، صرت أنهض لمواصلة العمل حتى شعوري بالإجهاد. كان إيماني بالحاجة إلى ثمان ساعات متواصلة من النوم جزءا كبيرا من المشكلة.
ولكبح قلقي الاجتماعي، التزمت بمزيج من الاستراتيجيات المعرفية ومهارات التواصل التي أدرسها. مثل الطرق المثلى للتعبير عن المشاعر والتحكم فيها، وكيفية خوض الأحاديث القصيرة، والإنصات النشط، وغيرها. كنت -بحكم تخصصي- أوثق صلة وأكثر اطلاعا على مواضيع علم النفس. لكنها متاحة أمام أي إنسان، للفهم والتطبيق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.