كل من الاتحادالعام للعمال الجزائريين واتحادالفلاحين الجزائريين وبمقابل يبدو واضحا تجنيد الحكومة لأعضائها من أجل زيادة النشاط في الميدان، فقد شهدت عدة ولايات إنزالا للوزراء، لكن الملفت هو في خطابهم الذي يبدو كحملة انتخابية مسبقة لصالح الرئيس- المترشح، إذ جاء حاملا لوعود ومدافعا عن "انجازات" بوتفليقة". شرعت الحكومة في إرسال إشارات تطمينية للمواطنين، تزامنا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، في شكل لا يوحي فقط بعملية لحشد الدعم ل "العهدة الخامسة"، وإنما أيضا بسبب هاجس العزوف الذي أصبح صداعا في رأس السلطة، خاصة بعدما ارتفع بشكل كبير خلال التشريعيات الماضية، دون الحديث عدد الأوراق اللاغية. و تعطي خرجات الوزراء هذه الأيام، انطباعا عن حملة انتخابية مسبقة، تستهدف شرائح وفئات معينة حسب كل قطاع، من أجل حشدها للمشاركة في الانتخابات. فعلى سبيل المثال، بشر وزير المجاهدين منذ أيام، هذه الفئة وذوي الحقوق، بامتيازات جديدة بعد أن يتم قريبا تعديل القانون الخاص بهم. وحسب تصريحات الطيب زيتوني، فإن هذه المراجعة قد تمس بعض المواد التي تخص التكفل الصحي بالمجاهدين و ذوي الحقوق، الواردة في قانون رقم 07-99 المؤرخ في 5 أبريل 1999، المتعلق بالمجاهد". ولعب من جهته وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، مراد زمالي، على وتر ملف حساس بالنسبة للشباب المستثمرين الذين أنشؤوا مؤسسات صغيرة في إطار الأجهزة العمومية لدعم التشغيل "أونساج" و"كناك" والذين فشلت مشاريعهم ، حيث أعلن عن "عدم متابعتهم قضائيا" في محاولة منه لاستقطاب هذه الفئة. والأدهى من هذا تعهد الوزير بتخصيص 20 بالمائة من الطلب العمومي لهذا النوع من المؤسسات الاقتصادية من أجل ضمان مخطط الأعباء والسماح لهم باستحداث مناصب الشغل". أما مدير الحملة الانتخابية للرئيس المترشح للاستحقاق الرئاسي القادم الوزير الأول الأسبق عبد المالك سلال، الذي أسهب ومنذ أول ظهور إعلامي في الإشهار لحصيلة 20 سنة من الحكم، وأغدق كعادته بعبارات الثناء على بوتفليقة، فقد تعهد بإصلاحات سياسية واقتصادية عميقة ستشهدها البلاد بعد رئاسيات 2018، وغازل بطريقة مباشرة العمال الجزائريين وخاطبهم قائلا " نراهن عليكم في دعم ومساندة المرشح بوتفليقة في الموعد الانتخابي القادم، لمواصلة انجاز البرامج المسجلة والمتبقية من برنامج 2015 – 2019 خاصة منها الاستثمارية التي ساهمت البيروقراطية بقدر كبير في تعطيلها "، وتطرق سلال إلى أكبر مسألة تشغل الجزائريين، والخاصة بالقدرة الشرائية بقوله إن " دعمكم للمرشح بوتفليقة يعد ضروريا لتمكينه من تحقيق تطلعات غالبية الجزائريين، خاصة منها المرتبطة بتحسين القدرة الشرائية" التي قال عنها إنها "حقيقة تراجعت بكثير لأغلب العائلات، لذلك لابد من تحسينها وجعلها خط احمر لا يمكن المساس بها على المدى القريب". كما غازل الوزير الأول سابقا، فئة الفلاحين، وحاول استملاتهم، عندما خاطبهم قائلاإن "الرئيس كان ولا يزال سندا قويا للفلاحين في السنوات القادمة، وأضاف أنه "بفضل رئيس الجمهورية وبفضل المساعدات التي قدمها للقطاع أصبحت الجزائر الطريق الصحيح، وأنه تم إنجاز أشياء كثيرة في قطاع الفلاحة ما بين سنوات 2012-2017 وعد بالتطرق لها خلال الحملة الانتخابية". وزير الطاقة كذلك، لم يشذ عن بعض زملاءه في الحكومة، حيث أجاب عن سؤال طالما يتردد في الإعلام حول توجه مسؤسسة سونلغاز لرفع أسعار الكهرباء والغاز، اذ صرح الوزير بأن "الأسعار لن يتم رفعها في الوقت الحالي.