وحاول طبعا نشر تقسيم وهمي قائم على التمايز بين اللغات المحلية، ومن تم شعبان متمايزان الأمازيغ والعرب. خرجت العربية من الاحتلال وهي في حالتها الصحية تدهورا وضعفا، وقد تبرأ منها عدد من أبناء الأمة لأنه وجد نفسه عاجزا عن حملها وهي مشلولة، كما فضل أن تحمله الفرنسية على أجنحتها لانه أمامها أصبح هو المشلول. كانت المحاولة في عزل اللغة العربية واستبدالها بلغة المستعمر أو إحلال العاميات محلها.قسمت مصطفاي الازدواجية اللغوية "الفصحى ولغة أجنبية" أو "الفصحى والعامية" تبعا لتحديدات علماء الازدواجية اللغوية، وتحدثت عن الازدواجية العامة التي تشمل كل المجالات في البلاد كالتعليم والإعلام والإدارة ، بدعوى إعانة اللغة العربية على النهوض أو بسبب الاعتقاد أن هذه اللغة لا تستطيع في وقت ما أن تكون لغة كل شيء في البلاد، وبالتالي يرى أصحابها استبقاء الضرة إلى اجل غير معلوم. أما الازدواجية الخاصة هي استعمال اللغة الأجنبية في قطاع أو قطاعات من الحياة الاجتماعية دون القطاعات الأخرى، كأن تستعمل في التعليم العالي دون التعليم الثانوي. وتناولت من جهة أخرى الازدواجية الدائمة والازدواجية المرحلية، فالازدواجية الدائمة هي أن ينطلق هذا البلد، أو ذاك من مبدأ الأصالة والتفتح فيعتمد لغتين للاستعمال في في البلاد، واحة تمثل الأصالة والماضي بما يمثله من عواطف وقيم وتراث وثقافة دينية، يفرض استبقاءها الواقع التاريخي والثقافي للفئات العريضة من أفراد المجتمع، وواحدة توصف بانها مفتاح التقدم وغزو الكواكب، فيسعى الحارسون على مستقبل البلاد استبقاءها ونشرها لتصل بالبلاد إلى مصاف الدول المتحضرة، على اعتبار أن اعتماد اللغة العربية وحدها على ما هي عليه حسب نظرهم من جمود وضعف ستجمد حركة التنمية في البلد حتما. وختمت بالحديث عن الازدواجية الايجابية والازدواجية السلبية، فالايجابية تعتمد منذ البداية كمرحلة النهوض بمستوى اللغة الوطنية لكن بالقدر الذي يفيد اللغة العربية ولا يضر بها، أما الازدواجية السلبية فهي الازدواجية التي تتجاوز حدها لتنقلب الى ضدها فتسيء أكثر مما تبني ومن نتائجها خلق فئات وطبقات اجتماعية متعارضة المصالح والمطامح والاهتمامات والاتجاهات الفكرية والثقافية، والجزائر -حسب مصطفاي- تعيش تجربة صعبة في المجال اللغوي، فهي تحاول تحقيق جميع أنواع الازدواجية. وعن اللغة تراها البوابة الأولى والحقيقية للدخول إلى أي حضارة او التعرف على ثقافة أجنبية، وهي منطق الأمة والحافظ لثقافتها وهويتها، وهي التي تدخر في كلماتها أخلاق أهلها وعاداتهم ونشاطهم الفكري والأدبي، وتر أن لا لوجود للغة بدائية أو ضعيفة أو قاصرة، إنما القصور والبدائية والضعف في أهلها كامن، لان أي لغة هي قادرة على التطور والنمو واستنباط المفردات والتراكيب الملائمة لكل جديد، ومنه فإن عوامل قوة اللغة العربية أكبر بكثير من ان تتهم بالضعف والقصور، وقد كان لأهلها الفخر والسبق قديما، وهي حتى اليوم في هذه الأيام فيها من مواطن القوة ما يرتقي بها إلى مصاف اللغات العالمية والعلمية بل والتنكنولوجية لو أراد لها أهلها ذلك.تناولت في بحثها يمينة مصطفاي في بحثها أيضا عن رسمية اللغة العربية وكونها لغة المؤسسات الدولية والاقليمية،كمنظمة اليونيسكو حيث توجد ضمن إحدى ست لغات رسمية، وهي اللغة الرسمية لجامعة الدول العربية، والالسكو المنبثقة عنها، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ولا توجد في وضع رسمي لها سوى الانكليزية والفرنسية، كما تطرقت الباحثة وتحدث عن القوة الرمزية للغة العربية وقدسيتها لما يقارب من مليار وربع مليار مسلم وعن كون ثلاثمائة مليون عربي يتحدث بها، وهي لغة بينية تمكن من التواصل الشامل في كافة الأقطار العربية، وهي لغة التعليم، ولغة الإعلام النافذة في القنوات والفضائيات الناجحة والصحافة المكتوبة والكثير من الإذاعات.