صدر عن دار المعتز بالأردن مجموعة قصصية للكاتب روان علي شريف من وهران بعنوان « هدى و العاصفة «. حيث أوضح القاص في تصريح خص به الجمهورية، أن المجموعة تضم 12 قصة تعد باكورة مؤلفاته، و التي انتظر صدورها منذ 17 سنة، فمنذ بداية الألفية جمع روان قصاصات نشرت عبر صفحات بعض الجرائد، وبادر بطبعها في مؤلف، لكنه اصطدم بمشكل الناشرين الذين يطلبون مبالغ مالية من الكاتب ولا يحرصون على توزيع المؤلف على حد تعبيره. و قد أتاحت له «دار المعتز» الأردنية الفرصة لطبع عمله الإبداعي و المشاركة في عدة معارض دولية منها الدوحة، الرياض ،القاهرة ،عمان، إلى جانب الصالون الدولي للكتاب . ويجد المتصفح لهذه المجموعة أن أغلب القصص تحمل حب الوطن في تناوله السردي خاصة في قصة « هدى و العاصفة « التي اعتبرها القاص أصدق قصة ضمن المجموعة، وقد فضل أن تكون عنوانا للكتاب، مشيرا إلى أن هدى هي الوطن، الذي كان يواجه عاصفة التحولات المجتمعية و اندثار بعض القيم، و قد جسدها من خلال قصة واقعية. ونجد أغلب نصوص المجموعة القصصية تحاكي التحولات التي قلبت موازين المجتمع، حيث نجد نص «الوجه الآخر للمدينة» مثلا، أحدث انتقال الجزائر من الاشتراكية إلى اقتصاد السوق و الانفتاح، بينما تؤرخ «عصافير الشفق» لأحداث 5 أكتوبر 1988 وترمز العصافير للضحايا الذين سقطوا حينها، لكنهم لم يكونوا آخر الضحايا من أجل الديمقراطية، بعدما تبعتها أحداث العشرية السوداء التي تناولها في « المفترق» . أما نص «السراب» فيروي قصة «حراقة» في الثمانينات، حين كانت الهجرة غير الشرعية تتم برا عن طريق الحدود مع المغرب، وصولا إلى سبتة ومليلية، و هناك من كان يعود في تابوت الموت، من بينهم شاب من وهران في ربيعه 17 و كان موته وعودته في تابوت إلى وطنه حدثا أثارته الجرائد حينها، وتأثر به الجميع منهم الكاتب . مشهد آخر في «الاعتراف الأخير»مزج فيه الكاتب بين الرومانسية والواقعية، ويحكي قصة شاب يعشق فتاة و لم يستطع البوح بمشاعره لها، إلى أن جاءت ظاهرة كسوف الشمس سنة 1999 .