صدر عن دار علي بن زيد للطباعة و النشر ببسكرة المجموعة القصصية الجديدة للقاص سعدي الصباح بعنوان " سر البيت المفتوح " الذي كتب مقدمته رفيق جلول، حيث يفتح لنا القاص سعدي الصباح في مجموعته الباب على مصراعيه لبيت هو في الحقيقة مفتوح على عدة أسرار يكتشفها القارئ ،بكثير من التحايل الجمالي، ما يجعله يغوص في مكنونات النفس البشرية . فنصوص سعدي صبّاح السردية بعناوينها المستوحاة من رحم الرمزيّة تزيد من حدّة الإبداع، خاصة في (أسير الخشخاش، البلبل الأرعن، بروفيل أنيس الغربة، حين سقطت قمر ... !) ، هي بعض مما جاء ليعلن ما في جعبة " سر البيت المفتوح"، فهو يفتح بيت الإبداع ليكشف عن سر الإنسان الذي بداخله، ويضاف إلى ذلك وقع الكلمات وصداها، ورشاقة الأسلوب وانتظامه، كل ذلك له أثره في خلق المتعة السردية . و لقد وفق القاص إلى حد كبير في تصوير الانفعالات النفسية لشخصياته بتفاصيل و كأنه دارس لعلم النفس كالتصوير ، التعبير و الشعور الانفعالي . بالإضافة إلى الدوافع النفسية التي برر بها القاص سلوكات الشخصيات المقدمة التي هي دائما لها دوافع داخلية و خارجية. كل قصة في " سر البيت المفتوح " فيها سر يجيب عليه القاص برمزية وذكاء تجعلك أسيرا حتى تكمل نهاية القصة لكشف السر ، كما وظف الكاتب ذاكرته الطفولية و خياله الواسع ليجعل شخصياته المتنوعة نفسيا و اجتماعيا تعكس واقعا حقيقيا عشناه أو سوف نعيشه ، كما قد رصدت هذه المجموعة مواقف حياتية تجمع بين اللذة و الألم حيث تكفلت لغة سعدي الصباح الشعرية بنقل تفاصيلها و تحويلاتها إلى لوحة فنية جديرة بالتأمل و القراءة .