تناولت الروائية و الشاعرة رفيعة مزاري موضوع العنف ضد المرأة منذ أكثر من عشرية في ديوانها الشعري» أين أنت يا امرأة؟» قبل الكثير من الإسهامات الإبداعية في الجزائر ، و في إطار الحملة التحسيسية بمناسبة اليوم العالمي حول مكافحة العنف ضد المرأة ، خصت أمس مزاري في تصريح للجمهورية أنه لا يختلف اثنان على أن العنف ضد المرأة يشكّل ظاهرة عالمية تتفاوت من مجتمع إلى آخر بحكم الأعراف والتقاليد والأنظمة،كما يعتبر من الطابوهات خاصة و أنه لا تزال تخضع فيه المرأة بشكل مستمر للسيطرة الذكورية ، إلى جانب سلطة الأعراف والتقاليد التي تساهم في إذلال المرأة. وبالرغم من تقلدها كما تضيف مزاري مناصب عليا في مختلف المجالات واقتحامها لمجالات كانت حكرا على الرجل، إلا أنها تظل في نظر المجتمع مجرد قاصر، عديمة الأهلية، غير قادرة على تقرير مصير حياتها، وأنها خلقت فقط للزواج و إنجاب الأطفال و خدمة الأسرة لا غير. و قد تفننت سلطة التقاليد والأعراف في إهانتها حيث اتخذت من العنف وسيلة لتأديب المرأة باعتبارها طرفا يحتاج إلى التقويم الدائم، لذا تتعرض المرأة بشكل يومي لمختلف أشكال العنف، باعتبارها كائنا من نوع خاص يشكل مصدر العار والفتنة. كما أكدت الشاعرة رفيعة مزاري، أنها أبرزت هذا المشكل من خلال ديوانها الشعري « أين أنت يا امرأة؟» الصادر عن دار الغرب بوهران منذ عقدين من الزمن من خلال 32 قصيدة تتناول مختلف جوانب العنف التي تتعرض لها المرأة خلال حياتها اليومية في الأسرة أو المجتمع و كتبت حروف دروانها كسيمفونية تعزف على أوتار ألم المرأة ، مبرزة أن العنف الذي يمس كل فئات النساء سواء كانت المثقفة منها أم الماكثة في البيت، سببه الأول هو زوال بعض الخصلات في المجتمع « كالتربية و الأخلاق»، حيث أصبحت المرأة في بعض العائلات تعنف و تعاني بصمت بدلا من أن تقدم شكوى. من جهة أخرى ذكرت رفيعة مزاري رغم كل شيء فإن الجزائر يعترف لها دوليا بالدور الريادي في المنطقة العربية وفي إفريقيا في مجال الاستراتيجيات الوطنية الرامية إلى ترقية المرأة في مختلف المجالات». وأضافت أن القوانين الجزائرية مكنت المرأة من ولوج سوق العمل وشجعتها على تبوء مناصب المسؤولية، كما منحتها فرص التألق في مختلف المجالات مع إشراكها في الحوار الاجتماعي والإصغاء إلى اقتراحاتها. كما أضافت في نفس السياق أن رسالة الأدب عظيمة ولكن يجب أن تستثمر جيدا وهذا في المدارس و الجامعات، خاصة مع شريحة الأطفال التي يجب أن تغرس في عقولهم موهبة القراءة والكتابة وتذوق الأجناس الأدبية والفنية بصفة عامة و غرس مبادئ لا عنف ضد المرأة ، من خلال كتابة أشعار موجهة خاصة للطفل الصغير لأنه يمثل عالما جميلا ويجب على المبدع أن لا ينساه ويعطيه حيزا هاما من مساره الأدبي. للإشارة فإن رفيعة مزاري لها عدة إصدارات منها رائعتها «بنت العالمين» ،«لالا ستي» و«إلياذة تلمسان ، «كلنا في الدائرة» ،«أين أنت يا امرأة؟ » ،«بدون تأشيرة» و«ألف... ويوم بالمشور» وغيرها من الأعمال الجميلة التي تعززت بها المكتبة الوطنية .