اعتبرت الحكواتية "عيني ايفيان" أن الفضل الكبير في عشقها للحكاية يعود لوالدتها التي كانت تسرد لها في طفولتها قصصا شعبية مستوحاة من التراث، ما جعلها تعمل على إبراز أهمية الرواية الشفهية التي أدرجتها في الكثير من الأعمال التي أنجزتها رفقة زملائها بفرنسا كعرض " ندوة العصافير " التي تروي أسطورة حدثت في القرن ال 12 حول العصافير الذين يعانون من مشاكل في الحياة ، مدرجة في الحكاية بعض الأغاني القبائلية الجزائرية التي أبهرت الجماهير الأوروبية . كما أكدت الحكواتية "عيني ايفيان "على أهمية الحكاية الشعبية التي تعتبر واحدة من الآليات المهمة للحفاظ على الذاكرة ، و وسيلة تواصل جيدة بين الأجيال، ينقل من خلالها البالغون عادات المجتمع المحيط بالطفل وحتى الكبير ،موضحة أنها تحمل في طياتها عالما ساحرا ينتصر فيه الخير على الشر، والأمير الصغير هو من يهزم الغول والأشرار ، وغيرها من الشخصيات الخيالية التي تقدم بين طياتها مضامين إنسانية وأخلاقية ،تصقل من خلالها هوية الأطفال و تنمّي خيالهم و مخزونهم اللغوي والثقافي. وحول مشاركتها في الطبعة ال 12 لمهرجان الحكاية الشعبية بوهران قالت" عيني ايفيان": " زيارتي إلى الجزائر ومشاركتي في المهرجان سمحتا لي بالتعرف على ثقافتي الجزائرية و الاطلاع على تراثي الجميل والثري، وبفضل جمعية القارئ الصغير استطعت إثراء معارفي والتعرف على الجزائر أكثر، وخاصة على الجمهور الوهراني الذي يحسن الاستماع والتفاعل مع سحر الحكاية ، وهو ما كان واضحا في عرض " كسوف" وهو قطعة موسيقية كلاسيكية من التراث القبائلي أقدمها رفقة الموسيقي الهاوي نذير الذي يزاول دراسته بالمدرسة الجهوية للتكوين الموسيقي بلاوي الهواري ،مكونين فريقا متجانسا بين السرد و الموسيقى. وتجدر الإشارة إلى أن الحكواتية "عيني ايفيان" من الوجوه الفنية الفرنسية ذات الأصول الجزائرية التي اهتمت بالحكاية الشعبية وجمع التراث الشفوي، حيث تألقت في فرنسا ومسارح أوروبية كبيرة، من خلال عروضها المستوحاة من حكايات التراث الجزائري. فهي من مواليد جوان 1960 بفرنسا ، تعيش حاليا بأفينيون، متحصلة على الجائزة الكبرى للحكواتيين بمدينة " شفيل لاريو " الفرنسية سنة 2004 . عشقت الفن والحكاية فأصبحت ممثلة و مغنية في نفس الوقت .