أكد المخرج زيان شريف عياد أن هناك بعض المحاولات لتقديم عروض مسرحية نوعية، إلا أنه وفي حال بقاء الحال على هذا النحو ستختفي كل الأعمال الفنية المطلوبة والمحبوبة عند الجمهور، داعيا إلى إعطاء أهمية لأهل المسرح من مخرجين وسينوغرافيين ومسؤولين على الإنارة ، كما أوضح زيان شريف عياد أنه يُؤمن بسياسة التواصل بين الممثلين، و أن المسرح فرقة متكاملة إذا اختلّت، فلا يمكننا تقديم عرض متكامل، إضافة إلى تصريحات أخرى تابعوها في الحوار التالي : ما سبب اختياركم لرواية الكاتبة ليلى عسلاوي ؟ الرواية مستوحاة من قصة واقعية حدثت لإحدى صديقات السيدة ليلى عسلاوي، وهي تعالج إشكالية الإرهاب في الجزائر ،وهو ما جعلني أختار النص لتجسيده على الركح ، لأن المسرح كبقية الفنون يعالج كل القضايا التي تهم المواطن ، وليس الهدف من المعالجة كما يقال إعادة السكين على الجرح، لكن يجب أن نعرف ما حدث ونأخذ العبرة والأهم أن لا ننسى ، و ما هو مهم في المسرحية أنني أظهرت أن الإرهاب لم يمس فقط شريحة البطالين والأميّين، وإنما لم تسلم منه حتى العائلات الميسورة الحال، كما أن الصراع الإيديولوجي حط بظلاله على هذه المسرحية ، حيث تداخلت العديد من الإشكاليات كإشكالية الفرنسيين المتزوجين من جزائريات و المجاهدين والمجاهدات الذين نُسيوا تماما ، والإرهاب الذي لا يضم في صفوفه إلا الفقراء والمحرومين ،فضلا عن ظاهرة التزوير و الرشوة التي تقاطعت مع عصابات " البزنسة" ... كل هذا طفا إلى السطح خلال تلك الفترة المظلمة التي عاشها الشعب الجزائري . المرأة كانت حاضرة وبقوة في المسرحية ، حدثنا عن الأمر ؟ المرأة تكون دائما أولى ضحايا العنف أينما حل ، فالنساء يجدن أنفسهن في صراعات لا يكون لهن في الغالب دخل فيها ورغم هذا يجدن أنفسهن في الخطوط الأولى، لأن المرأة هي التي تربط الماضي بالحاضر وتُحافظ على عادات وتقاليد الأمة ، وعندما تختلط كل هذه المعطيات وتطفو إلى السطح ولا يمكن للناس هضمها بسهولة تحدث هذه الصراعات العنيفة وتكون المرأة عرضة لها بالدرجة الأولى . ركزت في مسرحية " بهيجة " على الممثلين الشباب ن ما سبب ذلك؟ أنا أؤمن بسياسة التواصل بين الممثلين ، لكن ما أؤكد عليه أن المسرح فرقة متكاملة ، بمعنى أن التكامل لا يقف عند الممثلين وإنما حتى المخرجين و السينوغرافيين ومسؤولي الإنارة والألبسة ، وإذا اختلت المجموعة فلا يمكننا تقديم عرض متكامل وجيد وهذا ما استخلصته خلال مشواري الطويل في هذا الحقل الفني . هل هناك أعمال جديدة في الأفق ؟ لي مشاريع كثيرة، لكن في بعض الأحيان أصاب باليأس وينتابني الفشل عندما أجد أمامي ذلك النقص الفادح في المعدات والإمكانيات ، ما يصعب علي أداء مهامي في أجواء مريحة ، فمثلا المسرح الجهوي لولاية مستغانم صرفت الدولة من أجل بنائه عشرات الملايير، إلا أنه لا يرقى إلى مستوى المسارح المحترمة ، بدليل أنني اكتشفت فيه عيوبا كبيرة، كصعوبة متابعة الممثلين فوق الخشبة و سوء الإنارة، والأكيد إذا زار فنانون أجانب هذا المسرح سيسخرون بنا ويستصغروننا ، لذا أعتبر أن هذا المسرح جريمة في حق الفن وهو نتاج البيروقراطية بصفة عامة . كيف يقيم المخرج زيان شريف عياد المسرح الجزائري ؟ لا يمكنني إعطاء حكم نهائي بخصوص حال المسرح الجزائري ، لكن هناك بعض المحاولات لتقديم عروض مسرحية نوعية ، إلا أنه وفي حال بقاء المسرح على هذا النحو ستختفي كل الأعمال الفنية المطلوبة والمحبوبة عند الجمهور الذواق، ولبلوغ هذا الهدف يجب إعطاء أهمية لأهل المسرح، أعني المخرجين والسينوغرافيين والمسؤولين على الإنارة والأكسيسوارات ...اليوم وبكل صراحة ليست لنا أية نظرة مستقبلية حول ما نريده من هذا المسرح ، في السابق كان للمهنيين نظرة واضحة وبفضلها نجحنا في إنجاز أعمال مهمة ، اليوم لا يوجد تصور واضح بالرغم من مرور 50 سنة من استرجاع السيادة الوطنية ، ضف أنه ليس لنا مسرح بمعنى الكلمة أعني مسرح له برنامج يمتد على طول السنة .