جاء الإتحاد الإفريقي، ليخرج إلى الدنيا، على أن أنقاض منظمة الوحدة الإفريقية التي، ولدت في 1963، بمبادرة من الزعماء الأفارقة حينها، كفلسفة سياسية نائشة، لإفريقيا المتحررة من نير الإستعمار، وواصلت هذه المنظمة عملها، كمنبر لكل الأفارقة، لطرح أمهات مشاكلهم في كل المجالات إلا أن عمر المنظمات قد يشيخ وهي في ريعان الشباب، من فرط التحديات الأمنية والسياسية والإقتصادية، خصوصا، وأن الإتحاد الإفريقي، هو اليوم الوريث الشرعي للمنظمة الأم... الإرهاب والتنمية وتبوء المراتب الأمامية على الصعيد الدولي تصديا للإتحاد الأوروبي، ومنظمة الآسيان هي كلها رهانات للكسب من قبل الإتحاد الإفريقي، في عالم لا يرحم الضعفاء، حتى ولو كانوا أغنياء من حيث الموارد. ملفنا، يتطرق بالتحليل إلى كل هذه الإشكاليات التي جعلت من الإتحاد الإفريقي، رغم قوته المادية، وأختزاته لكل المقومات، قوة ساكنة، من شدة أنين الصراعات والتخلف الذي يشل الكثير من البلدان بالجنوب، فالإتحاد الإفريقي اليوم أمام مفترق الطرق، على الأقل رفعه للتحدي وجصّ التصدعات السياسية التي تبرز في ثناياه من حين لآخر..