يعتبر ابراهيم شرقي من الوجوه المسرحية المعروفة في المشهد الثقافي الجزائري، فهو موجود في الساحة الركحية منذ سنة 1984 ، له أعمال في المسرح و السينما والتلفزيون ، من بينها "أسما والسي حسان" ، "دار الفرجة" ، "رانا جيناك" ، "أوميرتا" ، "باتشوارك" ، "طاق على من طاق" ، أما في مجال الاقتباس نذكر مسرحية "السلطان الحاير" و "قو" ، كما ترجمت له عدة مسرحيات ،.. وللتعرف على شخصية المخرج ابراهيم شرقي الذي التقيناه في إطار الأسبوع المسرحي للجزائر العاصمة بولاية مستغانم اقتربنا منه و أجرينا الحوار التالي : كيف كانت بدايتك مع المسرح ؟ في الحقيقة هناك ظروف دفعتني إلى ولوج المسرح، أهمها حي " بولوغين " الذي كنت أقطنه ،و الذي كان يضم عددا من الفنانين المعروفين ، من بينهم بشطارزي ، سيد علي حوات والحاج محمد العنقة ... وقد كنا نحن الشباب ندرس ونمارس الرياضة والفن كالموسيقى و المسرح ، و أول ظهور لي في المسرح كان سنة 1969 ، في مسرحية "الفجر الأحمر " ، بعدها تدربت على يد الفنان القدير علال تقنيات الفن الركحي ، وانتقلت إلى فرنسا من أجل متابعة دراسة المسرح في مدينة " بوردو" . لم اخترت البقاء في المسرح رغم مرور كل هذه السنوات ؟ بقيت في المسرح لأنك تجد نفسك في مرحلة معينة من حياتك مجبرا على الاختيار بين البقاء أو المغادرة ، وأنا بقيت لأن ميولي وحبي للفن كانا كبيرين ، بالرغم من أنه كانت لي فرص للعمل في مجالات أخرى ، كما أنني وجدت في المسرح حرية كبيرة في الأداء والوجود ، وأنا أحب الحديث عن الإنسانية ، وأحب إتباع نهج كبار الكتاب العالميين الذين يتناولون قضايا الإنسان . كيف تقيم واقع المسرح ؟ المسرح في الجزائر شهد الكثير من المراحل المختلفة ، منها ما هو إيجابي ومنها ما هو سلبي ، إذ لا يجب أن ننكر بأن المسرح في الجزائر تطور من ناحية طريقة العرض وصفاته وهياكله ، فضلا عن المضمون وأشكال العروض، فلو ننظر إلى المسرح الجزائري من هذه الزاوية نقول بأنه بلغ العالمية لكن تكنولوجيا لا زال متأخرا جدا فيما يخص المؤثرات الصوتية و الإضاءة والديكور ، ورغم هذا لا زلنا نمارس مسرحا بتقنياته وأدواته الصحيحة . وكيف ترى مستقبله ؟ مستقبل المسرح زاهر جدا ، لذا أقول للأجيال الصاعدة من الممثلين والمسرحيين صونوا الأمانة وتفطنوا إلى كل ما يؤثر سلبا على المسرح ويؤدي إلى تزييفه، كما أدعوهم إلى ضرورة العمل على المواضيع المستوحاة من مجتمعنا الجزائري والمنبثقة من تقاليدنا الشعبية.