لعل من نافلة القول , التذكير بظاهرة العزوف عن حضور التظاهرات المخلدة للمناسبات التاريخية , و الثقافية بوجه عام ,و بالتالي فقد أصبح استطاب تظاهرة من هذا النوع جمهورا يوصف تجاوزا بالغفير , يثير الإعجاب , و يستحق منظموه التشجيع و الثناء , خاصة إذا كان جل الجمهور الحاضر من فئة الشباب , حتى و إن كانت هذه الفئة نادرا ما تصبر و تحضر التظاهرات من بدايتها إلى ختامها . منذ أيام احتفلت الجزائر بالذكرى ال56 لعيد النصر , وهو حدث تحرص الجزائر»الرسمية» على تسجيل حضورها فيه بتنظيم عدة نشاطات متعددة الجوانب و الوجوه , خرجات ميدانية و رعاية تظاهرات تاريخية و رياضية , و زيارات و تكريمات لمن بقي من صناع الثورة و نصرها , بينما تبقى الجزائر»الشعبية» تتفرج على هذه الأحداث , و كأنها غير معنية , و كأنها لا تنعم بمزايا النصر المحتفى به ؟ إنها مفارقة تتكرر سنويا في كل المناسبات الوطنية , حتى تلك التي تندرج ضمن رزنامة العطل المدفوعة الأجر, أو تتصادف مع عطل نهاية الأسبوع , مما يستدعي البحث عن أسباب هذا العزوف , و وصف العلاج الذي يعيد اللحمة بين «الجزائر الشعبية» و بين أمجاد و بطولات الأسلاف لأنه «بإحياء ذكرى أمجادنا نستحق الحياة بالسير على دروبهم و مواصلة عملهم» كما كان يقول المرحوم قاسم نايت بلقاسم. ولا شك أن للمنظومة التربوية الدور الأثقل في إعادة هذه اللحمة, إلى سابق عهدها . إلى جانب العمل بنصيحة الشهيد العربي بن مهيدي المعروفة : أرموا بالثورة إلى الشارع, يحتضنها الشعب «. فمتى ننفذ هذه الوصية ؟