- قصر الباي فضاء لشخصيات روايتي الجديدة استيقظت الروائية ليلى عيون من عزلتها التي بقيت فيها لسنين، لتكتب نصا جميلا أسمته «شطحات أنثى» ، فلفتت انتباه القراء والنقاد المختصين، وما زاد في تألقها أكثر هو فوزها في مسابقة الشارقة الخاصة بكتابة أول نص، وهكذا نشرت روايتها المتوجة بدار الفارابي بلبنان، ومن أجل التعرف أكثر على ليلى عيون ومسيرتها الأدبية ، اقتربنا منها و أجرينا الحوار التالي : - كيف بدأ الهوس الأدبي الأول عند ليلي عيون ؟ هوسي بالأدب كان منذ الصغر بسبب البيئة التي تربيت فيها، لقد كان والدي رحمه الله أستاذا في الأدب العربي، فكبرت على ما كتبه قامات الأدب الكبيرة في العالم العربي والعالمي.كنت أعشق كثيرا الصحافة ، كانت تمثل لي هوسا كبيرا إلا أنه في ذلك الزمن لم يكن هناك فرع جامعي مفتوحا بوهران خاصة في تخصص الإعلام و الصحافة ، ضف إلى ذلك ، أن ظروفي خلال العشرية السوداء لم تسمح لي بالدراسة في العاصمة ،فدرست هنا بجامعة وهران و تحصلت على ماستر « مناجمنت « علم المعلومات و المكتبات . كانت الكتابة الأدبية وقد رافقتني منذ صغر وحتى والدي كان كاتبا و لديه العديد من المساهمات في بعض الجرائد، لكن ما حدث خلال العشرية السوداء في الجزائر أثر عليا بشكل كبير و أنا أقول دائما «حينما أزهرنا انطفأنا «،كم كان رهيبا ما حدث ، كما أني تزوجت في سن 19 سنة، ثم أنجبت أولادي، ومكثت في البيت و انعزلت عن الساحة لمدة 11 سنة ، ظروف أثرت عليا كثيرا ، لكن ذلك الهاجس الأدبي كان موجودا، فقررت الخروج إلى الحياة العملية منذ سنوات قليلة فقط، فبدأت مسيرتي العملية و أردت تحقيق حلمي و هوسي بعالم الصحافة ،فعملت بعدة جرائد، وقدمت عدة روبرتاجات في شتى التخصصات، لكن لم أحس أن الصحافة قد حققت طموحي، ولم اقترح عليا منصب في التعليم و تدريس مادة تخصصي الأكاديمي والعلمي قبلت، وأصبح لي متسع من الوقت، فعدت من جديد إلى ليلي الأديب التي كانت موجودة دائما في داخلي وعدت للكتابة الأدبية من خلال العديد من المقالات و الخواطر التي نشرت في مجلات عربية . - حدثينا عن روايتك الأولى «شطحات أنثى» التي فزت بها في مسابقة الشارقة للإنتاج الأول ؟ كانت تجربة جميلة، لكن حملت الكثير من الخوف، لم أجد أحدا يوجهني في مسابقة الشارقة للإنتاج الأول، لقد غامرت و قدمت روايتي، رغم أني كنت مضغوطة جدا بشأن ضيق الوقت،كتبتها بكل أحاسيسي و في زمن قياسي، كانت مثل مغامرة في زورق وسط عاصفة بحرية، فحتى الوالد رحمه الله كان غير موجود في حياتي، وأحسست أني فقدت اللغة العربية التي كانت جزءا من العائلة . - ما هي حيثيات و تفاصيل الرواية ؟ تتحدث الرواية بعمق و ما وراء السطور عن مشكل الهوية التي تجسده البطلة «أمل الهبري»، التي تعيش وسط عائلتها في حالة اغتراب بسبب والدها الذي يعاملها بطريقة غير عادية وتبقى طول حياتها تسأل لماذا؟، لتكتشف في آخر المطاف أنه ليس والدها لكن تبناها،كما تتحدث الرواية عن علاقتها مع حبيبها الذي تتنقل من أجله إلى العاصمة ، لكنها سرعان ما تتفاجأ بانضمامه إلى الجماعات الإرهابية ، فتكون لها الصدمة الثانية في حياتها ،إلى جانب ذلك فإن الرواية تحمل الكثير من الإسقاطات التاريخية من خلال الولي الصالح سيدي عبد المؤمن، و عن الحياة في قرطبة و غيرها . - هل هناك مشروع روائي جديد في الأفق ؟ أجل هناك مشروع يتبلور عن مدينة وهران و ما تحمله من موروث ، حيث زرت قصر الباي لأستنبط منه روح المكان الذي ربما يكون فضاء لشخصياتي الروائية القادمة ،فنحن أبناء وهران علينا الترويج لها أدبيا، فنيا وسياحيا لأنها غنية بتراثها و بتاريخها و يجب إعادة بريقها إليها .