لجأت العديد من العائلات الأشخاص الراغبين في قضاء سويعات من الراحة والاستجمام على الشواطئ إلى خدمات النقل التي بات يوفرها بعض السائقين، في ظل غياب وسائل النقل الخاصة وصعوبة التنقل عبر حافلات الخطوط الكثيرة، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يقطنون بعيدا عن الأحياء الساحلية. تباين في أسعار الخدمة بين أصحاب «الكلوندستان» وفي هذا الصدد قامت جريدة الجمهورية أمس بجولة استطلاعية لمعرفة المزيد عن هذه الرحلات والوجهات المفضلة لدى العائلات، حيث كشف لنا هواري صاحب مركبة « كواستر» التي تتوفر على 30 مقعدا أنه يتلقى خلال اليوم الواحد عشرات المكالمات من أجل حجز مقاعد للتوجه نحو شاطئ «مداغ «، مقابل أن يُسدد الركاب فيما بينهم مبلغ مليون ونصف سنتيم حسب عددهم، وغالبا ما يكون المسافرون خلال هذه الرحلة من عائلة واحدة أو اثنتين، إلى جانب جيرانهم وأقاربهم، وأحيانا تكون الرحلات خاصة بمجموعة أصدقاء، ويحدد سعر نقل الفرد منهم ب 500 دج ذهابا و إيابا ، إذ تنطلق الحافلة في حدود الساعة السابعة صباحا و تعود في حدود الساعة السابعة مساء. أما نور الدين صاحب مركبة «كليو» ، فقد قال إنه يعمل كلوندستان خلال أيام السنة، يتنقل من مكان إلى آخر حسب وجهات الزبائن ، لكنه يغير وجهته ابتداء من الأيام التي ترتفع فيها درجات الحرارة نحو الشواطئ و غالبا ما تكون الوجهة نحو شاطئ مداغ مقابل 3000 دج ، على أن تكون المجموعة مكونة من 4 أشخاص، مضيفا أن أصحاب المركبات الصغيرة لم يتفقوا على سعر محدد ، وإنما كل واحد يحدد السعر الذي يلائمه وكلما كانت السيارة قديمة ولا تتوفر على المكيف الهوائي كلما كان السعر منخفضا و العكس صحيح ،إذ يقول نور الدين أن مبلغ الخدمة يتراوح ما بين 2000دج إلى 6000دج ، ويقف ذلك حسب نوع المركبة والوجهة المحددة ، فكلما كانت الوجهة بعيدة كان السعر مرتفعا. أما بن عومر الذي يملك مركبة «جي 5» التي تتوفر على 15 مقعدا ، فقد قال إنه ينقل الزبائن مقابل مبالغ تتراوح ما بين 2000دج إلى 4000دج، حيث يكلف شخصا بتحديد موعد الرحلة و جمع الأموال، و يساهم المسافرون في تسديدها و البالغ عددهم غالبا 15 شخصا جالسا ، إضافة إلى شخصين يركبان وقوفا. مداغ و شواطئ مستغانم المفضلة لدى الزبائن أما عن الوجهات المفضلة لدى العائلات والأشخاص فقد أشار كل من نور الدين و بن عومر و هواري أن شاطئ مداغ و شاطئ مرسى الحجاج و شواطئ مستغانم كشاطئ سيدي منصور تعتبر من أهم الشواطئ التي يفضلها زبائنهم، حيث تنطلق الرحلات ابتداء من الصباح الباكر إلى غاية غروب الشمس ، في إشارة إلى أن بعض الزبائن باتوا يضربون مواعيدا مسبقة كل نهاية أسبوع يمضون خلالها ساعات من المرح و يفضلون الشواطئ الهادئة ومن أجل رصد أجواء هذه الرحلات ربطنا بن عومر ببعض الزبائن الدائمين الذين أبدوا الكثير من الارتياح لما يوفره السائقون لهم من خدمات لنقلهم نحو الشواطئ منهم عبد الحق، وهو شاب في ال 19 من عمره من حي الشهيد محمود ، قال إنه يتفق رفقة شلته عبر الفايسبوك و الهاتف فيلتقون ليلة الخميس ، يجمعون المبلغ و يحددون قائمة المأكولات و المشروبات التي سيأخذونها لقضاء يوم ممتع يكسرون من خلاله روتين أسبوع شاق من العمل، مضيفا أن بعض الأصدقاء لا يملكون كل مرة المال للتنقل رفقتهم فيتطوع البقية لتسديد تكاليف تنقلهم، أما مليكة وهي عاملة بمصنع معلبات التونة فتقول إنها كثيرا ما تتفق مع زميلاتها و أخواتها وبعض الجارات لتنظيم رحلات نحو شاطئ « مداغ « أو مرسى الحجاج ، فيقُمن بإعداد وجبات لذيذة ويُسدّدن مبلغ التنقل ليقضين يوما رائعا على الشاطئ رفقة أطفال الصغار ، و قد أكد لنا كل من السائقين و الزبائن الذين تحدثنا إليهم أن الشواطئ السالف ذكرها مثل سيدي منصور و مداغ و مرسى الحجاج من أهم الشواطئ المفضلة لديهم .