الروس لم ينسوا اقصاء منتخبهم أمام فريقنا في 2014 وتساءلوا عن غيابه في المونديال - تألق المنتخبات الصغيرة أخرجنا من طابع الكلاسيكي للكرة العالمية فتح الصحفي الرياضي رشيد بلعربي قلبه للجمهورية ساردا بإسهاب كل كبيرة وصغيرة عن مونديال روسيا ، الذي أكد أنه الطبعة الأروع تنظيميا بشهادة الصحافة الدولية و رئيس الاتحادية الدولية لكرة القدم جياني أنفانتينو ، مبديا إعجابه بالحضارة والتفتح الذي تميز به الشعب الروسي، مؤكدا أن هذه الطبعة عرفت تحطيم أرقام جديدة فنيا ، كاشفا عن استفسارات رجال الاعلام و الجمهور الروسي عن غياب الجزائر عن المونديال في ظل تواجد أسماء بارزة في تشكيلتها على غرار محرز و براهيمي. - بعد انتهاء المونديال كيف كانت الظروف التنظيمية بروسيا؟ هي ثاني تجربة أغطي فيها المونديال بعد البرازيل 2014 ، هذه الطبعة و بشهادة جميع الحضور تعد هي الأحسن و الأروع تنظيميا النقطة التي يشاطرني فيها الزميل جمال راشدي الذي يغطي المونديال للمرة الخامسة، حتى كانت لنا أحاديث مطولة رفقة صحفيين أجانب سواء المتنقلين مع الفرق المشاركة أو غير المشاركة أبرز شهادة كانت من أحد الصحفيين الشيليين الذي يغطي دورات كأس العالم مند طبعة الأرجنتين 1978، حيث اعتبر مونديال روسيا هو الأفضل تنظيميا. - ماهي أهم المميزات التي جعلتهم ينجحون في ذلك؟ في نظري الفائز الأكبر في هذا المونديال هو روسيا و رئيس بلاده فلاديمير بوتين الذي اكتشفنا مدى تعلق شعب الروسي به ، بعيدا عن أي التأويلات التي كانت تصلنا من هنا و هناك ، بوتين كسب نقاط لصالح أمام مرأى العالم بأسره ، فضلا على الرئيس التركي طيب رجب أردوغان الذي كان حاضر في ألسن الكثير من الحضور الجماهيري وعن ما قدمه لدفع بتركيا نحو الأمام ، غير ذلك الروس لم يترك أي شيء للصدفة ، درسوا و خططوا لكل شيء بحرفية ، في الارشاد ، التوجيه أو حتى مد يد العون أحيانا من قبل المتطوعين الذين جندوا لإحياء هذا الحدث العالمي ناهيك إلى حفاوة الاستقبال والضيافة من الشعب الروسي المسالم و التفتح خصوصا في سان بطرسبورغ الذي خرج عكس كل التقارير الإعلامية الغربية و الفرنسية على وجه الخصوص التي غالطتنا كثيرا ، ناهيك إلى التطور الكبير للبنى التحتية و المرافق. - و ماذا عن الفرجة و المتعة الجماهيرية؟ كل جمهور و له طقوس ، عادات و تقاليد في الاحتفال ، لكن موسكو شهدت ليلة بيضاء رغم أنها مدينة لا تتوقف فيها الحركة يوم فوز رفاق كوكورين على اسبانيا ، صراحة احتفالات لم نشهد لها مثال دون أي مظاهر عنف بكل تحضر رغم العفوية المطلقة ، ما يوحي بذهنيات الراقية عند هذه الشعوب. - المستوى الفني لم ينل إعجاب الكثير ، ما ردك؟ شخصيا لا أشاطر هذا الطرح كل طبعة و لها طابعها و معطياتها ، شهدنا مباريات في القمة في شاكلة البرتغال و اسباتيا ، بلجيكاالبرازيل ، انجلتراكولومبيا و الحرارة التي عرفها لقاء اسبانيا و روسيا هناك أرقام حطمت أيضا بدليل نتيجة اللقاء النهائي الذي عرف تسجيل الفريق الفائز أربع أهداف كاملة منذ 1970 الذي جمع البرازيل بايطاليا و انتهى بأربع أهداف لواحد ، فضلا على نجم المنتخب الفرنسي مبابي الذي يعد ثاني أصغر لاعب الذي سجل في نهائي بعد الجوهرة «بيلي» في 1958 كما أنه ثلاث أصغر لاعب ينال كأس العالم بعد «بيلي» في 1958 و الايطالي «برغومي» في 1982 ، أرقام لها 30 و 60 سنة حطمت و تمت معادلتها كل هذا يخالف الآراء التي تؤيد ضعف المستوى الفني. - سمي مونديال المفاجآت أو المنتخبات الصغيرة ، ماذا تقول؟ هذا ما صنع الفرجة و الاستمتاع و الحماس ما أخرجنا من الطابع الكلاسيكي الذي تحسم فيه النتيجة قبل لعب المقابلات ، هناك منتخبات تعمل و و تحضر لأربع سنوات كاملة على غرار اليابان و كوريا الجنوبية التي أقصت البطل السابق ألمانيا ، صحيح هناك منتخبات صغيرة و ضعيفة على غرار باناما ، تونس ، مصر و السعودية ، لكن هناك منتخبات غيرت خريطة الكرة العالمية و هذا ما يزيد هذه المنافسات رونقا. - وماذا عن المنتخب البطل لهذه الدورة؟ فرنسا كانت أكثر تنظيم و واقعية ، دفاع منظم ، وسط ميدان مثالي بتواجد بوغبا و كانتي ، أروقة ميزتها السرعة تمتاز بلعب الكرات المرتدة و ندية كبيرة في الثنائيات ، لو كان الفوز بالفنيات و المهارات لا عاد كل لقب دورة للبرازيل ، المنتخبات الإفريقية كعادتها اتسمت بالسذاجة جعلها تغيب عن الدور الثاني. - كيف كان رد فعل الصحافة الدولية عن غياب الخضر في المونديال؟ أسئلة كثيرة واجهتنا خاصة من الروس الذين لا يزالون يتذكرون إقصاء منتخبهم على يد أشبال حليلوزيتش في 2014 حتى من طرف الجماهير الروسية ، الكورية و حتى الايرلندية و إعجابها برياض محرز و ابراهيمي الذي يعتبره الكثير فنان من طراز عالي ، نتمنى أن نأخذ العبر من نتعلم الدروس من هذه التجارب حتى نستضيف كبرى المنافسات في بلادنا. - في مونديال روسيا كيف تنبأ الحضور النسخة القادمة في قطر؟ لا يختلفون على أن قطر دولة متقدمة و تحتوي على وسائل العصرنة المتطورة من بنى تحتية و تكنولوجيا ، لكن الأسئلة التي واجهتنا كعرب من قبل الصحافة اللاتينية حول حرية الاحتفال في ظل المجتمعات العربية المحافظة و المناخ رغم أن المونديال القطري سيلعب في فصل الشتاء.