تزخر منطقة جبال القصور التي تقع جنوب ولايتي البيض والنعامة بمعالم أثرية ذات أهمية كبيرة، ويمكن تحديد هذه المنطقة غربا ابتداء من المغرب جنوبا ولاية النعامة إلى غاية قصر بريزينة بولاية البيض مرورا ببلدية الشلالة التي تحوي الشلالة الظهرانية مقر البلدية والدائرة، والشلالة القبلية التي تبعد عنها بحوالي 5 كلم . بلدية الشلالة تقع جنوبا غرب ولاية البيض يحدها شمالا النعامة وشرقا بلدية المحرة وجنوبا بلدية بوسمغون وغربا بلدية عسلة. تبلغ مساحتها 60 كلم2 وعدد سكانها يتعدى 3500 نسمة طقسها قاري حار صيفا وبارد شتاء- بها جبال بوداوود - بير السهلي- مزروح - وتمدة ويعود تأسيس قصري الشلالة الظهرانية والقبلية إلى حوالي تسعة قرون حسب ما تتداوله الذاكرة الشعبية وقد اختير المكان بسبب وفرة المياه- وتم بناء قصر الشلالة من قبل سكان جبال القصور مستعملين في ذلك مادتي الطين والجبس وهذا ما دلت عليه بقايا فران الصهر بمكان يسمى جبل الشفة وترى الغالبية في سبب استفحال هذه المواد أنها ذات فائدة كبيرة إذ تعزل الحرارة صيفا وتقي من البرودة شتاء- أما سقوفها فكانت من سعف النخيل وأغصان الأشجار الجبلية كالعرعار والبطم- والقصر يتكون من أربعة دروب *أزقة* يسمى كل منها باسم احد أحفاد مولاي علي الولي الصالح الذي كان له دور فعال وكبير في تأسيس القصر- وهذه الدروب هي : درب أولاد زيان ودرب أولاد أعمر ودرب أولاد جعفر ودرب أولاد حمزة والكل محاط بصور-بضم الصاد- منيع به أبراج للمراقبة كما يوجد به مسجدا لا زال قائما يضم مدرسة لتحفيظ القران الكريم إلا أنها أصبحت مغلقة. سكانها كانوا يعتمدون في مواردهم الاقتصادية على البساتين التي أنشأوها بالناحية الشرقية والمحاذية للقصر والتي اشتهرت آنذاك بأشجار الفواكه المختلفة خاصة العنب والخوخ والمشمش والرمان إلى جانب زراعة الحبوب والخضر التي كانت تسقى بمياه عين لا زالت قائمة وتستعمل لحد الساعة. أما بالنسبة للشلالة القبلية فهي لا تختلف عن سابقتها- أي الظهرانية- من ناحية بناء قصرها واستغلال بساتينها بالإضافة إلى ذلك يوجد بها رسومات صخرية تعود إلى ما قبل التاريخ تتمثل في حيوانات كانت تعيش بالمنطقة كالفيل والزرافة والغزال والبقر الوحشي ومع ذلك لا زالت مجهولة لدى الكثير بما فيهم أبناء المنطقة وسواء تعلق الأمر بهذه الرسومات الثمينة أو قصر الشلالة الظهرانية فإنما الأمر يدل على الجانب الثقافي الذي قل ما وجد في مناطق أخرى داخل الوطن أو خارجه ومع ذلك تراه يشهد الإهمال واللامبالاة إن لم نقل طاله التخريب بالرغم من انه يعد ذاكرة تاريخية لأهل المنطقة ونالت إعجاب الأجانب الذين كثيرا ما قطعوا المسافات الطويلة للتعرف عليها وبالرغم من ذلك يبقى الأمل عالقا على عملية الترميم والتصنيف لمثل هذه المعالم الأثرية.