يعرف طبق الكسكسي ببوقطب تراجعا ملحوظا خلال حفلات الزفاف، لاسيما ببلديات الخيثر، بوقطب وتوسمولين، وذلك بعد الانتشار الكبير للأطباق العصرية التي باتت تقدم بكثرة في الأعراس منها أطباق الحلو الزيتون و الجلبانة . لكن هذا لا يلغي الأهمية الكبيرة لطبق الكسكسي الذي لا يزال سيد الأعراس بعاصمة دراقة والطرافي وقبيلة أولاد سيدي أخليفة بالخيثر ،حيث كانت النساء يبدعن في تحضيره بأناملهن الطريقة المحلية التقليدية قبل موعد الزفاف أو المناسبة بأسابيع على أن تتواصل عملية إعداده خلال الموعد ، ويقدم مع لحم الخروف في صحون غالبا ما تكون من الحجم الكبير أو على شكل بما يسمى بالسفوف مع الحليب واللبن مع اللحم المشوي والملفوف ، كما أن الشهية والرائحة المنعشة التي تنبعث منه أثناء عملية الطهي والشواء كانت تصنع جزءا من طقوس العرس، كونها تملا فضاء المسكن طيلة فترة إقامة الوليمة ، إلا أن هذا الطبق بدأ في التراجع خلال السنوات الأخيرة بعد غزو الأطباق الحديثة لهذه المناسبات وفي مقدمتها طبق الحلو الذي يتم تحضيره غالبا بلحم الخروف وبعض المرات بالدجاج ، إلى جانب أطباق الزيتون أو الجلبانة والذي أصبحت تلجأ في إعداده الكثير من العائلات خلال حفلات الزفاف أو الخطوبة أو الختانة. وهي الظاهرة التي أخذت في الانتشار بالمدن وعبر الأرياف أيضا ، وأرجع بعض العارفين بخبايا الأعراس بهذه الجهة السهبية بأن هذا التحول جاء كضرورة حتمية كون طبق الكسكسي يتطلب تحضيره جهدا ووقتا طويلا ، كما أشار البعض ممن قاموا حفلات زفاف خلال هذه الصائفة بأنهم وجدوا أنفسهم غير قادرين على إعداد الكسكسي الذي يعتبر برأيهم مكلفا ، فاستنجدوا بالأطباق المذكورة والتي تعد حسبهم سهلة التحضير ، في حين قال آخرون أن جيل اليوم هو السبب في تراجعه لأن أغلب النساء لا يستطعن إعداد مثل هذه الأطباق التقليدية .