مدارس تعتمد على مدربات لتعليم قيادة السيارة. تعلم السياقة كان منذ سنوات طويلة حكرا على الرجال فقط في دائرة بوقطب ، فمن النادر جدا أن تجد امرأة خلف مقود السيارة تسير عبر الأزقة و الشوارع ، خصوصا أن المنطقة معروفة بطابعها المحافظ، إذ لم يكن يُسمح للمرأة بأن تلتحق بمدارس تعليم السياقة والتي كانت متواجدة فقط مبدينتي سعيدة والمشرية . لكن ما لفت الإنتباه خلال السنوات الأخيرة هو اقتحام النساء البوقطبيات لعالم السياقة ، بما فيهنّ نساء الخيثر و « توسمولين» ، وذلك ما رصدناه خلال جولتنا الميدانية التي قادتنا إلى بعض المدارس التي كانت تضم عددا كبيرا من النساء وهن يتلقين قانون المرور ، كما أن تواجدهن عبر الطرقات و الشوارع كشف أيضا عن الإقبال الكبير لهن على السياقة . ومن أجل رصد آراء سكان دائرة بوقطب اقتربنا من بعض المواطنين الذين أكدوا أنه ثمّة عوامل كثيرة يمكنها أن تكون من الأسباب التي شجعت المرأة ببوقطب على تعلم السياقة ، أبرزها الشخصية التي تتميز بها المرأة الجزائرية غالبا، كالإرادة والرغبة في تقليد الغير ، حيث قالت طالبة جامعية إنه يكفي أن تلتحق امرأة واحدة بمدرسة السياقة لتجد في الأيام الموالية عددا من صديقاتها في العمل أو جيرانها في الحي قد فعلن نفس الشيء، في حين كشفت الطبقة المثقفة من سكان المنطقة أن تعلم المرأة للسياقة أمر عادي جدا ، خصوصا في ظل التغيرات الاجتماعية الكثيرة التي طرأت على الحياة اليومية للأسر المحلية، حيث أن العديد من العائلات أصبحت اليوم لا تمانع في إعطاء حرية أكبر للمرأة من أجل تعلم السياقة التي باتت ضرورية جدا في الحياة ومن أبرز متطلبات العصر. وفيما يخص المواطنين من الجيل القديم ، فلم يرحبوا بتاتا بالفكرة، حيث اعتبروا أن رؤية المرأة وهي تقود سيارتها بمدن المنطقة أو خارجها هو أمر غريب، وهذا التغيير بطبيعة الحال لم يأت صدفة كما حدثنا البعض بل هو نتيجة معطيات كثيرة طرأت على الحياة اليومية، خصوصا أن نسبة الجنس اللطيف حاليا تقدر ب42 بالمائة وهذا الرقم الهام ساعدهن على بسط نفوذهن في جميع المجالات على حد تعبيرهم. كما أوضح البعض الآخر أن مناطق كثيرة بالدائرة كانت ولا زالت إلى اليوم دون وسائل نقل حضري، ما جعل أصحاب سيارات الكلوندستان يغتنمون الفرصة من أجل رفع التسعيرة، وهو ما صعّب على المرأة التنقل إلى مكان عملها، وهذه المشكلة وغيرها جعلتها تفكر بجدية في الحصول على البديل المتمثل في رخصة السّياقة لقيادة السيارة التي أصبحت بالنسبة لها كغيرها من الضروريات اليومية. ومن جهتها شفت لنا الآنسة فتيحة أن تزايد عدد مدارس السياقة ببوقطب سهل على المرأة التسجيل فيها، وبالتالي لا تتكبد عناء التنقل إلى مدن أخرى للتعلم، فضلا عن توفر ظروف النشاط والخدمات بالإضافة إلى مراعاة المدربين لخصوصيات وعادات وتقاليد المنطقة فيما يخص المرأة.مضيفة أن الكثير من مدارس السياقة باتت تعتمد على نساء مدربات ، وعددهن في تضاعف مستمر.