تتخبط المؤسسات التربوية التابعة لمقاطعة بوعمامة ، في فوضى عارمة منذ الدخول المدرسي المنصرم ، فبالإضافة الى نقص التجهيزات ،وانعدام المنظفات رغم رفع التجميد عن التوظيف في قطاع التربية بموجب عقود الإدماج الاجتماعي والنشاط الاجتماعي وغيرها فلم تنعكس إيجابا على ابتدائيات *الحاسي * ال7 و ازداد الوضع تعقيدا هذه الأيام أكثر بسبب الاكتظاظ الرهيب الذي تعاني منه متوسطات *الحاسي * وعلى رأسها متوسطة *بن علال محمد* ومتوسطة *كوكا* ،ومتوسطة *القرية* ، ولأول مرة في تاريخ هذا الحي ، عجزت المتوسطات الثلاث تماما عن استقبال الناجحين في امتحان شهادة التعليم الابتدائي *السانكيام* وخاصة الذين تمدرسوا في مدرسة * ابوبكر علي* الواقعة قبالة سوق عشوائية للخضر والفواكه كثيرا ما تغلق أبواب خروج التلاميذ الذين يتزاحمون مع الدواب التي تجر العربات للدخول إلى المؤسسة وأمام هذا الوضع غير المسبوق تاه هذه الأيام اولياء أزيد من 160 تلميذ من الناجحين المقرر استقبالهم في متوسطة *بن علال محمد* ،بين متوسطات *الحاسي* و*كوكا * لعلهم يظفرون بمقعد لأبنائهم ،و رفضت كل المتوسطات استقبالهم كونها تعاني من اكتظاظ رهيب جدا ،ووجد المشرفون على شؤون التربية بوهران حلا ترقيعيا آخر يتمثل هذه المرة في إدماجهم في ابتدائية *ابو بكر علي* التي تضم أزيد من 800 تلميذ وتعاني بدورها من اكتظاظ كبير ،واحتج الأساتذة ورفضوا الإجراء إلا أنهم اقتنعوا بالأمر الواقع في الأخير بعد تدخل أطراف من مديرية التربية و ،ألزمت الجهات الوصية مسؤولي الابتدائية بإقرار نظام الدوامين في السنة الرابعة ،وضمت أقسام السنة الخامسة لتصبح 3 أقسام مكتظة عن أخرها بعد أن كانت الأمور تسير بشكل منظم في السابق ،وكان تلاميذ متوسطة* بن علال محمد* المتدرسون في الأولى متوسط عادة ما يتم دمجهم في ابتدائية* حنيستر منصور* ،التي غرقت بدورها في اكتظاظ رهيب ،ولم تعد تستوعب المزيد من التلاميذ ،ويتخوف أولياء التلاميذ من انعكاس هذا الاكتظاظ في الأقسام النهائية ،على مردود وتحصيل أبنائهم ، وتعاني المؤسسة المذكورة التي كانت في السابق مصحة جوارية قبل أن تحول إلى مدرسة سنة 1989 من انعدام ادني شروط التحصيل العلمي كونها تفتقر إلى ساحة واسعة ،في الوقت الذي تعرف نقصا فادحا في التجهيز ،وأعوان النظافة ،في حين تعاقب عليها مدراء كلفوا بتسييرها في انتظار ترسيم مدير ثابت ،وزاد فتح قسمين للامازيغية الأمر تعقيدا إذ تم تعيين أستاذين في المؤسسة ،وأرسلوا من دون برنامج ولا توقيت رسمي لتدريس هذه اللغة التي اقرها الدستور وادمجها في المقررات السنوية ،مما انعكس سلبا على التنظيم التربوي ،ورفض أساتذة الامازيغية الوضع القائم ومنهم من عاد أدراجهم رغم ان مديرية التربية وفرت لهم سكنا وظيفيا ،كما ساهم التذبذب الواضح في تكليف مفتش مثبت ومرسم للمقاطعة المذكورة ،في تفاقم أوضاع قطاع التربية في بوعمامة التي تعاني من عدم وجود منصب لمفتش التعليم الابتدائي ،إذ عادة ما يتم تكليف مفتشين لمقاطعات أخرى بتسيير الدخول المدرسي ،ثم يتم تحويلهم لمقاطعات أخرى لتبقى الأمور على حالها ،حتى أن اغلب الأساتذة يبقون خارج مجال التغطية فيما يخص مستجدات الجيل الثاني ويضطر العديد منهم للاستعانة بمنشورات *الفيسبوك* للحصول على وثائقهم التربوية الرسمية ، ويطالب أولياء التلاميذ من السلطات الوصية وعلى رأسها الوالي بتوسيع متوسطة* بن علال محمد* التي باتت عاجزة تماما عن استقبال تلاميذ *السانكيام* ،خاصة وأنها تضم ساحة واسعة ، يمكن استغلالها لتشييد هذا المرفق الضروري ،قصد تجنيب ابنائهم عناء التنقل إلى متوسطات أخرى أو العودة والتمدرس مع تلاميذ الابتدائي .